بالزاوية!: سلاماً...؟
قبل تسعين عاماً كان ذكرى تأسيس الحزب الشوعي السوري، قبل تسعين صباحاً أشرقوا على هذه الأرض، جاء حُداة قافلة الضوء، يلوحون بالرايات، يمضون نحو المدى المفتوح، تقمصّوا روح سنبلة القمح، وأخضر الزيتون، و«بياض» البازلت، وعذوبة بردى والفرات، قالوا ما لم يقلهُ أحد، بشّروا بعالم بديل، عالم الإنسان المتحرر من كل قيد، قال عنهم حرّاس الظلام، وأبواق الظلّام، مجانين وكفرة، وملاحدة، ولكنّ بوحهم أصبح من المسلّمات، وما قالوه منذ الأربعينات والخمسينات باتت حقائق غير قابلة للجدل، وجزءاً
من الوعي الوطني الشعبي، أما الآخرين فتساقطوا واحداً إثر آخر، وهم يتوسلون آنذاك على أبواب السفارات، أو على موائد الحكام.. هل نعدد الأسماء، ونسرد الوقائع ؟
سلاماً، لمن حمل البيان الأوّل، وأطلق الصرخة الأولى مبشراً بواقع آخر، لمن نقل المنشور السرّي من بيت لبيت، لمن أخفى الرفاق من عيون العسس، لمن أنشد أناشيد التحدي في ليل الزنزانات..
سلاماً لأولئك «القادة الشعبيين» الذين خرجوا من حارات الطين، وقرى الفقراء، والمعامل والورش، و تعلموا في «أكاديمية» التجربة والكفاح الميداني.
سلاماً لتلك المرأة التي تحدت سطوة العادات والتقاليد، و«فقهاء الظلام»، وراحت تعزف لحن الحرية الخالد.
سلاماً لمن زرع قيم الغيرية، ونكران الذات، واحترام الناس والبساطة والتواضع، والصدق، حتى صارت منظومة قيم، وعلامات تميّز، وتمايز، لتتكامل مع فكر علمي ومنهج «كلي القدرة»، يجد طريقه إلى عقول و قلوب الناس.
سلاماً أيتها السنديانة التي جمعت في ظلالها السوريين من كل عرق ودين وطائفة.
سلاماً لكِ\كَ، يا من تظل تحمل الراية ..ربما لا يُسمع حفيف الشجر في هذا الضجيج، قد تعلو أصوات الوطاويط ذات ليل، قد يعلق شيء من «دجل» الإعلام في أذهان الناس، ولكن الحقيقة تبقى حقيقة، ومن أهم حقائق المرحلة إن الشيوعيين أول من قرع جرس الإنذار، وحذروا من كل ما يحدث، وكانت لهم شرف المحاولة تلو المحاولة لمنع الوصول إلى ما نحن فيه ..