نضال سيجري كما لو أنك الآن هنا

نضال سيجري كما لو أنك الآن هنا

مر عام على غياب نضال سيجري، الممثل المبدع والمدهش، تلميذ فوّاز الساجر وممدوح عدوان.. اجتمع أصدقاؤه وعائلته ورفاقه على خشبة «مسرح الحمراء» في دمشق لإحياء ذكراه الأولى. وأعلن عن مهرجان يحمل اسمه سينطلق في أيلول المقبل ومشاريع عدة. من بينها العمل على مسرحيته «عطيل» التي تقدّم قراءة تليق بالجنون السوري. وقدم فيلم وثائقي عن حياة الفنان الراحل تخلله مشاهد متعددة من مسرحياته.

رفاق المسرح عبّروا عن ألمهم لغياب عاشق الخشبة الأوّل، الذي كان يحلم بالسفر إلى أيّ بقعة سوريّة لتدريب هواة المسرح. لكن الوقت لم يسعفه لإقامة ورشات في كل المحافظات كما كان يخطّط.

اهتم  بالتفاصيل وأبدع في محاولة الوصول إلى درجة الكمال، آمن  بإمكانية تنفيذ أيّ فكرة مجنونة على الخشبة. الرجل الذي اعتاد الحب ومارسه في الحياة، كان يسبر نفس الممثّل ويطّلع على حياته ليخرج منه أفضل ما فيه. شخصيات من لحم ودم يفردها نضال على الخشبة لتنعجن بها. وكانت النتائج تثبت نجاعة الأسلوب.

بهذا الغنى والنضج الفني تعامل مع التلفزيون. واستغلّ قدرته على التماهي مع مختلف الأدوار والكاركتيرات للصعود وفرض نفسه في خيارات صناعة الدراما،  وبقي حضوره في السينما في أطار التجريب واكتشاف الذات حيث أدى دور المعتقل السياسي في فيلم «خارج التغطية». واظب على دعم التجارب المستقلة والمشاركة بها، حتى لو كان بعضها أقل سويّة من اللازم.