المونديال.. العالم يتضور جوعاً والرياضة تستحوذ على ثروات الأغنياء
على وقع الجوع الذي يفتك بحوالي /842/ مليون شخص في العالم حسب تقرير منظمة الأغذية العالمية الأخير، ووجود أكثر من /35/ ألف طفل في العالم يموتون من الجوع يومياً، والغلاء الفاحش الذي يجتاح العالم أجمع، والمشاكل الاقتصادية والبيئية والحروب التي تحيق بدول كثيرة
يأتي مونديال كرة القدم الذي تقام فعالياته في البرازيل وهو يحمل أرقاماً قياسية في قيمة تعاقدات لاعبيه بما يشبه الخيال الذي يحلم به فقراء العالم، حيث تتركز /9.142 مليار دولار/ في/32/منتخباً من مختلف قارات العالم، ويضم كل منها /23/ لاعباً حسب القائمة النهائية، بناء على عقودهم الأخيرة المبرمة مع أنديتهم وفق الإعلان الرسمي. وتم الاستناد في ذلك إلى القيمة السوقية للاعبين كما احتسبها الموقع الشهير «ترانسفير ماركت» قيمة المنتخبات المالية، وبالنظر لمنتخبات البطولة نرى تصدر تشكيلة منتخب إسبانيا قائمة أغلى المنتخبات، وبلغت قيمته 916 مليون دولار أو عشرة في المائة من إجمالي قيمة المنتخبات المشاركة في كأس العالم. يليه منتخب ألمانيا، بتشكيلة بلغت قيمتها 828 مليون دولار، ثم المستضيف منتخب البرازيل والذي تساوي قيمة تشكيلته 689 مليون دولار. أما المنتخبات الثلاثة الأقل قيمة في بطولة كأس العالم فهم منتخبات إيران (35.5 مليون دولار)، أستراليا (31.5 مليون دولار)، وأخيراً هندوراس الأقل بـ 31.1 مليون دولار، ومابينهما تفاوت قيمة بقية المنتخبات. بورصة اللاعبين ووفقاً لتقارير كبرى شركات التحليل المالي في المجال الرياضي، يحظى ليونيل ميسي بدور كبير في ارتفاع القيمة السوقية لبطولة كأس العالم بفضل العقد الجديد الذي وقعه مع ناديه الكتالوني، ويصل إلي 20 مليون يورو سنويا بخلاف حوافز مالية إضافية. ورغم تراجع مستوي ميسي، فإن القيمة له واصلت ارتفاعها وتقدر في الملاعب حالياً بـ 138 مليوناً و100 ألف يورو جعلت منه أغلى لاعبي كأس العالم سوقياً. ويليه في المركز الثاني البرتغالي كريستيانو رونالدو (29 عاماً) وتبلغ قيمة رونالدو السوقية 107 ملايين و300 ألف يورو، والعقد المالي الجديد الذي وقعه مع ناديه ويمتد حتى صيف عام 2019 سيتقاضى بموجبه 18 مليون يورو. ويحل ثالثا البرازيلي نيمار دا سيلفا (21 عاماً) مهاجم برشلونة الذي تبلغ قيمتة السوقية في بورصة انتقالات اللاعبين حالياً 67 مليون يورو. والرابع إيدينسون كافاني (28 عاماً) هداف باريس سان جيرمان وقائد هجوم منتخب أوروغواي بقيمة تساوي حالياً 60 مليون يورو. والخامس الألماني مسعود أوزيل صانع ألعاب آرسنال الذي تبلغ قيمته السوقية 54 مليون يورو. ويليه أندريس إنييستا (30 عاماً) صانع ألعاب برشلونة ومنتخب إسبانيا وتبلغ قيمته السوقية 53 مليوناً و700 ألف يورو. وهنالك ماريو غوتزه (21 عاماً) لاعب بايرن ميونيخ ومنتخب ألمانيا والذي تبلغ قيمته السوقية حالياً 48 مليوناً و200 ألف يورو. ليس هذا فحسب لست بصدد الحاسد لكرة القدم، وليس باستطاعتي تحويل كل هذه الأموال لبناء المستشفيات وتقديم الغذاء للمحتاجين وتأمين الرعاية الصحية للفقراء، وما كلماتي سوى صيحة في واد، سيعود صداها فقط لمسامعي، كون كرة القدم باتت الشغل الشاغل للدول ولأثرياء العالم الذين يستثمرون في الرياضة، وفي لاعبي كرة القدم بشكل خاص وبقية الألعاب بشكل عام، ويكون اللاعب في أوقات كثيرة منجم ذهب مع صغر سنه لو كان لديه موهبة رياضية يتم صقلها بشكل جيد، فيما دخلت الأموال العربية بشكل ملفت للاستثمار في الأندية العالمية، وتنافست لتملك أعرق الأندية الأوروبية منها نادي مانشستر يونايتد الذي اشتراه الشيخ منصور بن زايد ونادي باريس سان جرمان لشركة قطر للاستثمارات وخيتافي فريق العاصمة الإسبانية الثاني ذهبت ملكيته إلى مجموعة رويال دبي المملوكة للشيخ بطي بن سهيل آل مكتوم وملقا الفريق الأندلسي ذهبت ملكيته للشيخ عبد الله بن ناصر الأحمد آل ثاني ونادي فولهام النادي اللندني يمتلكه رجل الأعمال المصري محمد الفايد منذ وليرس البلجيكي تعود ملكيته إلى رجل الأعمال المصري ماجد سامي ونادي ميونيخ 1860 يمتلكه رجل الأعمال الأردني حسين إسميك وهناك أسماء أثرياء كثر يستثمرون في الرياضة، ويبقى السؤال مشروعاً لماذا تتوجه كل هذه الأموال للرياضة بالذات والعالم يتضور جوعاً، ولماذا تتركز هذه الصفقات لخيالية في عدد محدود من اللاعبين ويعاني البقية من الشح والعوز المادي..؟! أسئلة كثيرة تتفتق في أذهاننا ونحن نتابع أطفالنا وأطفال المنطقة وهم يموتون من الجوع، فيما ينتعش عدد من لاعبي العالم فقط بأموال عربية..عجبي.