الشعر الشعبي في أذربيجان
رسول رضا مؤسس الشعر الشعبي الأذربيجاني، من أبرز شعراء أذربيجان في القرن العشرين، نشأ في بلدة صغيرة تدعى جيوكتشاي ودرس في باكو ثم انتسب إلى معهد السينما في موسكو.
فتح رسول رضا صفحة جديدة في الشعر الأذربيجاني، عندما دوّن قصائده بأسلوب جديد «الشعر الشعبي» وله أشعار كثيرة مترجمة إلى عدة لغات، يتميز إبداع رسول رضا الشعري بعمقه الفلسفي ومواضيعه الغنية وتلاعبه بالأفكار غير المألوفة وتشبيهاته المفاجئة.
وبعد عودته إلى أذربيجان، شغل عدة مناصب مختلفة منها رئيساً لاتحاد الأدباء في أذربيجان السوفييتية، ووزيراً للسينما، ومحرراً عاماً للموسوعة الأذربيجانية ومناصب أخرى مهمة.
اشتهر بكتاباته الشعرية ذات الطابع الشعبي ومن دواوينه: « الأيام المتجهمة، أعوام وأبيات، أنا الأرض» وغيرها.
وقد أثارت سلسلته المشهورة «الألوان»، وهي أولى أعماله، انتباهاً وجدلاً كبيراً في أذربيجان، وواجهت ردود فعل مختلفة كثيرة كونها كُتبت بأسلوب الشعر الشعبي وشكلت صفحة جديدة في الشعر الأذربيجاني، وقد رفضها البعض لعدم تمكنه من فهم أسلوبها ومعناها، بينما أعجب البعض الآخر بأصالتها واعترف بمزاياها وقبل أسلوبها وهاهي بعد مضي السنين تنجح نجاحاً تاماً، حيث عرفها الجميع وانتشرت في مختلف البلدان، وأصبح شاعرها من أبرز الشعراء الأذربيجانيين، وما تزال المؤسسات الرسمية والأدبية في روسيا وأذربيجان تقيم الاحتفالات السنوية بذكرى ميلاده يحضرها السفراء والشعراء والصحفيون والفنانون.
إلى جانب مؤلفاته الشعرية، له آثار نثرية، ومقالات علمية نقدية، ومسرحيات وأعمال أخرى في الأدب والنقد والصحافة، حيث تناولت موضوعاته المختلفة القضايا الاجتماعية والسياسية والأدبية بالإضافة إلى المسائل الحياتية الأخرى.
يتم التعتيم على أهم الأعمال الشعرية لرسول رضا لسبب غير معروف، وهي قصيدته الملحمية الطويلة باللغتين الروسية والأذربيجانية «لينين»، التي أمضى الشاعر في كتابتها عشر سنوات وتقع في 343 صفحة من القطع الصغير، وقد فازت قصيدته هذه بجائزة الدولة في الاتحاد السوفييتي، وتعد من أبرز معالم تراث المرحلة السوفييتية في أذربيجان، وهي مكرسة للحديث عن حياة لينين من الطفولة إلى الرحيل والجنازة، كتبت بأسلوب الشعر الشعبي، وقصيدة لينين هي من جعلت رسول رضا منشداً شعبياً مشهوراً على نطاق واسع.
يقول رسول رضا في مذكراته: « كثيراً ما كنت أمحو ما بدا لي بالأمس اكتشافاً سعيداً، وأبدأ صياغة الفصل من جديد، وأعود إلى ما كتبته منذ عشر سنوات، فأعدل فيه، وأختصر، وقد ظللت طوال تلك السنوات أبحث عن المادة الجيدة ودأبت على أن أجمع قطرة بعد قطرة كل ما يتصل بحياة ونشاط لينين أكثر الناس إنسانية».
كتبت الأديبة مارييتا شاجينيان الحائزة على جائزة لينين في أرمينيا عن هذا العمل: «عانى الشاعر في عمله الذي استغرق عشر سنوات، لحظات الإخفاق ولحظات الإلهام المتدفق والطوفان اللفظي الجارف، وكأنه يختفي تدريجياً من مجال رؤية القارئ، مخلفاً وراءه، كما يخلف البناؤون وراءهم، المنزل المكتمل البناء، صرحه الشعري الذي شيده».