قصر أمير الحج.. قبل أن يصبح ركاماً

يعد هذا البيت، بالإضافة إلى أهميته التاريخية، أحد قصور دمشق فائقة الجمال، ويشغل مساحة 2000 متر في منطقة ساروجة وسط العاصمة دمشق، بذل عبد الرحمن باشا الكثير لتزيين وتوسيع هذا البيت الذي ورثه عن عائلة اليوسف، حيث يحتوي قصر اليوسف على مجموعة من الزخرفة واللوحات الجدارية والقماشية ويعد البيت من التحف المعمارية في مدينة دمشق.
إهمال متعمد؟؟!
إذا ما قدر لك أن تكتشف وجود هذا البيت بعد أن تحولت بعض أجزائه إلى ورش ومحلات تجارية، وإذا وفقت بالاهتداء إلى أحد مداخله، فإنك  لن ترى سوى بقايا متناثرة وحطام، إذ تعرض هذا البيت على مر العقود إلى إهمال، يعتقد البعض بأنه متعمد.
تعود ملكية البيت بشكل أساسي إلى عائلة اليوسف التي تتفرع اليوم إلى عشرات الأسر، وعلى الرغم من الأهمية الاستثنائية لهذا البيت فقد أهمل شأنه شأن العديد من بيوت وقصور دمشق القديمة، ولم تقم الجهات المعنية بالحد الأدنى المطلوب لترميم هذا البيت، فبعض هذه الجهات أبدى جدية في التعامل مع واقع هذا البيت، ولكنه ضاع في تفاصيل الاستملاك والاستثمار..الخ، والبعض الآخر لم يكلف نفسه عناء الوصول إلى هذا البيت أو حتى زيارته، وكانت النتيجة أن حرم البيت من الحد الأدنى من الاهتمام وهذا ما أضر به إذ تتالت انهيارات الأسقف والجدران جراء عوامل الطقس ونقص الترميم كان آخرها انهيار سقف إحدى قاعات الاستقبال الكبيرة في البيت وذلك بعد الأمطار غير الاعتيادية التي هطلت في العاصمة دمشق منذ بضعة أسابيع.
تكاليف ترميم تتجاوز القدرات الفردية
تمنع قوانين حماية الآثار والتراث ورثة البيت من ترميمه، ولو بالحدود الدنيا، بحجة أنه يحتاج لمختصين، ولم تنفع محاولات الورثة منذ الستينيات بأن يحصلوا على الترميم المطلوب، فكل ما حصلوا عليه على مر هذه السنين هي اللجان المتنوعة التي لم تقدم ما هو مطلوب، أو تحل المشكلة المعلقة منذ ذلك الحين.
يحتاج ترميم قصرٍ بهذا الحجم إلى ميزانية كبيرة جداً يعجز الورثة عن تأمينها، وبالمقابل وفي ظل هذه الظروف، لن تستطيع المديرية العامة للأثار والمتاحف أو أياً كانت الجهة المسؤولة عن تأمين المبلغ المطلوب، ولكن يستطيع أي مشاهد بسيط وغير مختص أن يحدد بعض أسباب هذه الأضرار الجسيمة وانهيارات الأسقف والجدران حيث تعود أغلبها إلى تسربات في مياه الصرف الصحي من جهة، ومياه الأمطار التي تسربت من الشقوق الموجودة في الأسقف من جهة أخرى، هذا بالإضافة إلى افتقار البيت للدعامات حتى البسيطة والمؤقتة منها، وسيكون هذا أقل ما يمكن فعله للحفاظ على هذا البيت واقفاً قبل أن يصبح ركاماً، وينتقل تلقائياً لحصة المستثمرين كما جرى في مناطق أخرى كثيرة.