رغم الأصوات المعارضة.. الشعب يريد تحرير فلسطين!
انطلاقاً من ذكرى النكبة في الخامس عشر من أيار، وصولاً إلى ذكرى النكسة في الخامس من حزيران، تنتفض شوارع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية يومياً، لتصيح بملء صوتها: «الشعب يريد تحرير فلسطين... الشعب يريد تحرير الجولان»..
وهكذا، فأبناء المخيم شيباً وشباناً، بدؤوا جميعاً يحضرون لـ«أحد الوفاء لشهداء العودة» حيث سيزحف آلاف اللاجئين الفلسطينيين نحو الحدود السورية مع الكيان الصهيوني في الخامس من حزيران.
لقد شكل الحلم بتحرير الأراضي العربية وعودة اللاجئين والنّازحين إلى ديارهم، والذي تجسد في ذكرى النكبة الفلسطينية باقتحام حقول الألغام والأسلاك الشائكة والاشتباك مع الجنود الصهاينة والاعتصام في مجدل شمس، دافعاً حقيقياً لكل أبناء الشعب العربي يحثهم على اقتحام أسوار هذا الكيان المغتصب، وتحقيق حلم ملايين اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي شردوا منها قبل ثلاثة وستين عاماً قضاها اللاجئ يحفر خريطة فلسطين في قلوب أبنائه وأحفاده وأرواحهم.
ولكن للأسف هناك بعض الأصوات التي تصف نفسها بـأنها «معارضة سورية» بدأت تنعق وتتهم اللاجئين الفلسطينيين في سورية بأنهم «أداة في يد النظام السوري»، وبأنهم عبر زحفهم باتجاه الأراضي المحتلة يقدمون خدمة للنظام السوري في مواجهة الحراك الشعبي الداخلي المتصاعد، علماً أن اللاجئين الفلسطينيين أكدوا المرة تلو الأخرى رفضهم التدخل في الشأن الداخلي السوري، معتبرين أن ما تمر به سورية اليوم يعني مواطنيها بشكل مباشر، وهم الأقدر على تجاوز مشكلاتهم، وأوضحوا أن حراكهم في ذكرى النكبة لم يدرج في سياق تخفيف ما سمي بالضغط الخارجي على النظام السوري، وكذلك الحراك المدعو إليه في ذكرى نكسة، وكلاهما يصادفان يوم أحد وليس يوم جمعة، مشيرين إلى أن أي حرية أو ثورة أو انتفاضة لا تجعل من فلسطين قضيتها المحورية والأساسية هي ثورة أو حرية مشبوهة ومشوهة.
واليوم في ظل الدعوات المختلفة التي أطلقتها صفحات التواصل الاجتماعي على موقع الفيس بوك للزحف نحو الحدود مع الأراضي المحتلة، وحرصاً على عدم تشتيت الجهود، وأملاً بتوحيد الحراك الشبابي، أطلق مجموعة من الشباب السوريين والفلسطينيين اللاجئين في سورية «الحراك الشبابي المستقل/ سورية» سعياً نحو توحيد الجهود الشبابية، وتحديد يوم الخامس من حزيران «يوم النكسة» يوم الوفاء لشهداء العودة، وتاريخاً للزحف نحو الحدود مع الأراضي المحتلة من داخل الأراضي المحتلة عامي 1948 و1967 ومن كل دول الطوق، وهذا التاريخ التوافقي لا يتعارض مع حركة المعارضة السورية التي اتخذت من يوم الجمعة موعداً ثابتاً لمعظم حراكها.