الإلياذة الفلسطينية تواصل تجوالها بين اللغات
صدر عن الدار العربية للعلوم ـ ناشرون في بيروت الطبعة السادسة من رواية الشاعر والروائي إبراهيم نصر الله «زمن الخيول البيضاء». وتتناول زمن الخيول البيضاء، التي وصلت إلى اللائحة القصيرة في جائزة البوكر العام 2009، خمسة وسبعين عاما من حياة الشعب الفلسطيني، حيث تغطي الفترة الزمنية من نهايات القرن التاسع عشر حتى العام النكبة 1948،
وهي المرة الأولى التي تذهب فيها الرواية لتغطية هذه الحقبة الزمنية بهذا الاتساع، حيث ترصد تاريخ الشعب الفلسطيني السابق للاحتلال البريطاني والصهيوني، وتتناول الواقع الفلسطيني في ثلاث حقب زمنية «العثمانية، البريطانية، الإسرائيلية» من مختلف الجوانب الإنسانية وبرؤية تُظهر تفاصيل الحياة الفلسطينية بكل عاداتها وتقاليدها وتراثها وروح الإنسان الفلسطيني النبيلة.
رأى فيها عدد كبير من النقاد علامة كبيرة في مسيرة الرواية العربية والروايات التي تناولت القضية الفلسطينية حيث قالت الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي الشاعرة والناقدة ومؤسسة مشروع بروتا لترجمة الأدب العربي: «إنها بحق الرواية التي كانت النكبة الفلسطينية تنتظرها ولم تحظ بها من قبل. تأريخ دقيق غاية في الحساسية والتصوير المبدع للوضع الفلسطيني منذ زمن العثمانيين إلى العام 1948. غاية في الأهمية لأنها تكشف بوضوح أسباب النكبة وملابساتها وظروفها الطاغية التي قادت شعبنا إلى عذاب مقيم. كما أنها تصل غاية التشويق الروائي المثير، بحيث أن القارئ لا يود تركها أبدا، إنها العمل الروائي المبدع الأهم الذي سوف يفسّر عبر الفن الرفيع مأساة شعبنا وأسباب نكبته. كم سألنا الكثير من الأجانب «متى يظهر العمل الفلسطيني الذي يقدم لنا الإلياذة الفلسطينية؟ وها هي الآن بين يدينا».
يذكر أن الرواية صدرت بالإنجليزية في أيار الماضي عن دار نشر الجامعة الأميركية في القاهرة/ نيويورك، حيث نقلتها إلى الإنجليزية المترجمة الأميركية نانسي روبرتس. كما تترجم الآن إلى اللغة الدنمركية.