الغريب
غريباً على أرصفة البلاد، يخرج من متاهة ليدخل إلى أخرى، أغلقو أمامه كل الدروب، حاجزٌ يلي حاجز، وكل حاجز يقوده الى دوامة قلق...
ويكرر لمرات ومرات السؤال ذاته كل يوم... متى ستنتهي هذه الحرب اللعينة؟
الغريب كان قد تهجّر من داره، ليسكن في حي يبدو أنه هادئ، وهو يبحثُ عن مساحة من الأمان لأطفاله ولكن عبثاً فالدوي وأزيز الرصاص يذكر الأطفال دائماً بما جرى لهم حيث كانوا...
بات غريباً تماماً، لم يعد يذهب في صباح يوم الجمعة إلى أبي حسن الفوال، ولم تعد رائحة الرغيف الساخن تملأ المكان، ولم تعد طفلتهُ تزقزقُ وتتراقص جدائلها وهي تنطلق الى المدرسة... إنه زمن الحواجز، زمن الحرب ، زمن أخبار الدم الذي يكاد يتدفق من الشاشة... زمن الغربة عن الوطن