إغلاق مقري اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين..!
شكلت الثقافة الوطنية الفلسطينية، سلاحاً حاداً في عمليات المواجهة والمقاومة والمعارك الكفاحية والنضالية الوطنية في سبيل الاستقلال والتحرر الوطني والاجتماعي، على طول وامتداد تاريخ ومسيرة الشعب الفلسطيني ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية. وأدى المبدعون والمثقفون الفلسطينيون دوراً هاماً وفاعلاً في الحراك الثقافي والأدبي الفلسطيني، والإرتقاء بالخطاب السياسي والثقافي، بهدف حماية الهوية الوطنية، وخدمة للقضايا المفصلية الفلسطينية وإثراء المشهد الثقافي الفلسطيني
ويجري اليوم قذف كتاب وأدباء ومبدعي فلسطين إلى الأرصفة والشوارع والمقاهي، بعد أن تم إغلاق مقري إتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، بسبب الديون المتراكمة والمستحقة على الاتحاد، التي لم تسددها وزارة الثقافة التابعة للسلطة الفلسطينية..!! فكيف يمكن تفسير هذه الخطوة، ومن هو المستفيد من وراء ذلصك؟!
من المؤكد أن المستفيد الوحيد من هذا الفعل هي سلطات الاحتلال والأوساط السياسية الإسرائيلية، التي تعي وتدرك جيداً أن الفكر والقلم أخطر من الرصاصة والقذيفة، ولذلك عمدت إلى قمع وحجب وتغييب الكلمة الفلسطينية الحرة الواعية وإسكات صوت المبدع بالملاحقة والاعتقال، واستهداف الكتاب والمثقفين الفلسطينيين واغتيالهم كغسان كنفاني وكمال ناصر وماجد أبو شرار.
ولكن بالمقابل أدت حالة الانقسام في الصف الوطني الفلسطيني إلى تراجع الثقافة والعملية الإبداعية وكان لها أثر سلبي كبير واسع من خلال إغلاق مقري الاتحاد، فهذا الانقسام يسيء بالدرجة الأولى إلى الثقافة والوعي الفلسطينين. وهناك من السياسيين من يريد لهذه الثقافة أن تبقى مستلبة وخاضعة لشروط الآخر، ويعمل على ترويضها من خلال محاصرة الأدباء والكتاب الفلسطينيين والتضييق عليهم، بالإضافة إلى إرساء ثقافة الانكسار والتطبيع، واستقطاب العديد من الكتاب وتسخيرهم في مشاريع تخدم العدو، في المقابل تمسك كثيرون بالموقف المبدئي وعملوا على استمرار وتواصل الفعل الإبداعي الفلسطيني بسبب وعيهم أن هذه المرحلة خطيرة، تتعمق فيها المؤامرات التصفوية ومشاريع التجزئة ومحاولات الاحتواء، وتحتاج إلى ثقافة الالتزام والمقاومة، ثقافة الجماهير، المنغمسة بالهم الوطني والطبقي وقضايا الناس، والمتفائلة، بالمستقبل المشرق.
مازال القلم والكلمة سلاحاً قوياً لدعم المشروع الوطني الاستقلالي، وتحقيق الانتصار على الاحتلال. ولذلك يجب إعادة فتح المقرين في الضفة وقطاع غزة، دعماً وتعزيزاً للوعي السياسي والفكري ولتنشيط الحركة الثقافية الفلسطينية تحت حراب المحتلين، وترسيخ الهوية الوطنية.