يوميات تونسية
ريم بنا ريم بنا

يوميات تونسية

(1)

تونس.. أنت دوائي وشفائي.. أنت الطبيب وأنت الحُبّ.. حلم يصل قلبي بالحياة.

(2)

عندما سأسجّل ألبومي الصوفيّ القادم في تونس.. سيُغنّي قلبي وجْد ابن فارض والحلاج ورابعة العدوية وابن عربي.. سأبكي تأثّراً.. إنّ روحي سترتقي مع نسائمها إلى أعلى صفات الحُبّ في حنجرتي.. وستحوم فوق جبال كافها العالية.

(3)

في تونس يحمل الناس قلوب عُشّاقها على الأكُفّ، ويطلقونها يماماً يُحلّق في سماء لا تعرف الحدود.

(4)

خذوني حيّة أو رفات إلى تونس وازرعوا نثاري في الكاف، في الرقاب، في القصرين، أو تحت نخلة في صحرائها. إنّي أعيش على هوى بحرها الزمرّديّ، وهوى بلدي في الحنين إليها وإلى أهلها.

(5)

لا أحد يعرف تونس مثلي، كأنّني وُلدت من رحمها إلى فضائها الحُرّ، زرعتني عاصفة من وجْد «شتلة» ياسمين تُعربش على جدران البيوت العتيقة في البلاد العربي .. وسمّتني فلستونس.

(6)

تونس تعرفني كما تعرفني أمّي لأنها أمّي.

(7)

في تونس يتكئ قلبي على جدار في نهج ابن خلدون، كتبه أهل الكهف «لنُطلق ثورة الحُبّ.. وننذهل من كم الحُبّ المزروع فينا، مقولة لصبية من بلاد الشام يتوحد في وقع رنين حروفها قلبي مع ثورة الحُبّ في البلاد.

(8)

في تونس يسبح الغيم في سماء الحُبّ.. يُمطر دوماً.. حتّى صيفاً.. وينام الحجل محتمياً تحت ظلّ نخلة طالعة من شارح الحُريّة.. ويعلو الحُبّ ويعلو الحُبّ.

* فنانة فلسطينية