وثائقي يُجسِّد لأيام ميدان التحرير
عبَّر فيلم «ارحل» للمخرج الإسباني الشاب مارك ألمودوفار عن ما جاء في ميدان التحرير خلال 18 يوم الأولى من الثورة حتى سقوط نظام حسني مبارك، كان الجميع في ميدان التحرير يطلق كلمة واحدة للرئيس السابق حسني مبارك «ارحل».
يستعرض الفيلم (وهو فيلم وثائقي مدته خمس وخمسون دقيقة) تأثير هروب زين العابدين بن علي وإجبار الشعب التونسي له بترك السلطة على الشارع المصري، وخروجه في الخامس والعشرين من يناير إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط نظام حسني مبارك ومطالبته بالرحيل.
يواكب الفيلم يوميات الشباب في ساحة التحرير وسط القاهرة يوما بعد آخر، وكيف تم تسخير قوى الشرطة للقضاء على الثورة، وكيف تمت استعانة النظام بمن يعرفون بالبلطجية لقتل المتظاهرين في موقعة «الجمل»، كما يؤكد الفيلم، خروج المصريين كشعب، وليس كأحزاب معارضة أو مجموعات ممولة من الخارج لضرب الاستقرار والأمن في مصر، كما تم اتهامهم منبعض الوجوه السياسية والدينية والثقافية والفنية كالمطربين والممثلين وغيرهم من المساندين لنظام مبارك، والتي يستعرض الفيلم بعضها، بل كيف خرجوا ليعبروا عن إرادتهم في التغيير وعودة ثرواتهم المنهوبة من رموز النظام وحاشيته كما يرد على لسان أحد الشهود في الفيلم وكما تؤكد اللافتات والشعارات التي كانوا يرفعونها.
قال المخرج مارك ألمودوفار إنه سافر إلى مصر منذ حوالي سنتين ليقيم في الإسكندرية رغبة منه بتعلم اللغة العربية، وبالابتعاد عن مدينته برشلونة، وكيف أنه استشعر بما يمكن أن يحدث في مصر بعد سقوط بن علي في تونس فسافر من الإسكندرية إلى القاهرة وسجل منذ الخامس والعشرين من يناير يوميات هؤلاء الشباب، وتطور وارتفاع مطالبهم من عيش وحريةوعدالة اجتماعية إلى إسقاط حسني مبارك ونظامه.
وأضاف إن الشعب المصري انتصر في إسقاط مبارك كديكتاتور، ولكنه لم يستطع حتى الآن التخلص الكامل من نظامه، وقد توجه بلغة عربية مكسرة إلى الشباب المصري والعربي ليدعوهم إلى النزول مجددا إلى الشوارع لتكتمل ثورتهم.