مدونات التواصل الاجتماعي.. وجهات نظر شبابية
من اللافت للنظر كثرة انتشار مقاهي الانترنت في أحياء المدن الكبيرة والصغيرة، وتزايد عدد روادها، وهو ما يجعل المرء للوهلة الأولى، يشعر بالسعادة والأمل بالشباب لاستخدامهم أهم وسيلة اتصال في وقتنا الراهن، ولكن عند الدخول إلى هذه المقاهي يتبين أن 90% من روادها يستخدمونها لتعبئة الفراغ الكبير الذي يشغل جزءاً كبيراً من حياتهم، حيث يمضي الأغلبية العظمى ساعات طويلة في تصفح الإنترنت أو الدردشة، قد تتجاوز أحياناً خمس ساعات يومياً، سواءً في المقاهي أو في البيوت، وكأنهم يقومون عبر ذلك بالهروب إلى الفضاء الإلكتروني الذي يمكن من خلاله أن يخلقوا العالم الذي يريدونه أو يحلمون به ويتشاركونه مع أشخاص لا يعرفونهم، لعدم قدرتهم على التعبير عن ذاتهم في الواقع الحقيقي، بسبب خوفهم من البوح بأفكارهم وانعدام الحوار والتواصل مع من حولهم.. لذلك لا يمكن إغفال أهمية الإنترنت رغم سلبياته، والخدمات والمعلومات التي يوفرها للناس..
عموماً هذا الموضوع كان محور نقاش مجموعة من الشباب في جرمانا، تم يوم الأحد الواقع في 26/9/2010 في ملتقى بعنوان «فكرة تجمعنـا» الذي يقام كل 15 يوماً بهدف فتح حوار جاد بين الشباب حول مواضيع اجتماعية وثقافية تلامس تفاصيل حياتهم وهمومهم اليومية.
دار الحوار حول موضوع (مدونات التواصل الاجتماعي)، وتناول عدة محاور تتعلق بهذه المنتديات والمواقع الرائجة حاليا مثل: face book- My space وهي :
- كم مدونة أو بريد الكتروني لدى كل منا؟ وكم يقضي من الوقت في تصفح الانترنت؟ ولماذا؟
- كم يستطيع المضي بدونها؟
- ما الغاية من التواصل وسبب هيمنة هذا النوع من التواصل بين الشباب؟
مع العلم أن التواصل أحد طرق تنمية ذكاء الإنسان، والمقصود به هنا التواصل المباشر الذي يتضمن ردات فعل مباشرة وسريعة (التي تنمي سرعة البديهة) والإيماءات الجسدية (التي تنمي التواصل العقلي الجسدي) الغائبة في هذا النوع من التواصل.
- هل تقدم هذه المواقع نوعاً من الثقافة والمعرفة أو الإطلاع على الثقافات أخرى؟ وهل الوقت المستهلك مواز للفائدة العائدة؟؟؟
-ما سبب لجوء البعض للتعبير عن أنفسهم من خلال مواقع الدردشة عن طريق وضع صور أو أسماء مستعارة، أي ما مدى مصداقية هذا التواصل؟
- هل تعد نفسك استخدمت هذا النوع من التواصل للتعبير عن نفسك بمصداقية ومحاولة إقناع أو جذب أصدقائك إلى أفكارك ومعتقداتك؟.
وخلص الحوار إلى ضرورة عدم تجاهل مظاهر العولمة التي تفرض نفسها علينا بشكل يومي بجميع أشكالها، ولا يمكننا أيضا تحميل الشباب وحدهم مسؤولية عدم قدرتهم على مواجهة واقعهم واستخدام وسائل الاتصال بوعي، فهناك أطراف أخرى مسؤولة، إذ لا يوجد في مجتمعاتنا توجيه صحيح، لا من جانب الجهات الرسمية (مدارس، جامعات... الخ..) ولا من جانب الأسرة بشكل خاص، ولا من المجتمع بشكل عام. بالإضافة إلى قلة المواقع الثقافية والعلمية والاجتماعية العربية، وعدم العمل من جانب الجهات المسؤولة على كسر حاجز اللغة الذي تعاني منه فئات كبيرة من خلال توفير الترجمة للغة العربية لبعض المواقع الهامة أو المراجع المنتشرة على الإنترنت.. أضف إلى ذلك عامل بالغ الأهمية، وهو عدم توفر هذه الخدمة لدى جميع الفئات، وإن توفرت فهي تعاني من مشكلات عديدة كالبطء، وحجب المواقع.. وغيرها
نتطلع إلى انتشار فكرة الحوارات الشبابية باعتبارها فرصة حقيقية للتعبير عن الهموم العامة والشخصية وبلورة الآراء المتباينة.