انطوني كوين: راقص التانغو وحيداً

انطوني كوين: راقص التانغو وحيداً

نا انطوني كوين ابن وأخ وقاطف فاكهة وطالب وعاشق وممثل وزوج وأب ونحات ورسام وإنسان تافه أحياناً .. إنسان مكسيكي ايرلندي هندي أميركي ايطالي يوناني أسباني صيني اسكيمو مسلم أنا كل هؤلاء لكن في حقيقة أعماقي أظن أنني فنان تلك هي بدايتي ونهايتي

بهذه الكلمات ينهي انطوني كوين سيرته الذاتية، التي وضعها بالاشتراك مع دانييل بيستر في كتاب سماه (انطوني كوين – راقص التانغو وحيداً) من منشورات وزارة الثقافة ضمن إصدارات الفن السابع،  قام بترجمته عبد الرزاق العلي.

تطل روح الفنان التي تحدث عنها كوين من خلال قيامه بدور عمر المختار الثائر البطل ضد الاستعمار الايطالي، إذ قامت ضده حملة صهيونية كبرى لمنعه من القيام بهذا الفيلم الذي أخرجه المبدع الراحل مصطفى العقاد وشاركه في التمثيل الرائعة ايرين باباس.

عن إصراره لأداء الفيلم «عمر المختار» قالت الممثلة الأميركية الصهيونية اليزابيث تايلور في جنيف: «أعتقد يا سيد كوين أن الماء الأميركي كله لن يكفي لغسل رجل تلوث بالنفط»، ومن ثم منع هذا الفيلم من دخول مسابقة الأوسكار لأفضل ممثل عام 1981 لكن أنطوني كوين قال: المهم أن أكون مرتاح الضمير وتهديدات المغرضين لن تعميني عن الحقائق.

وقال رداً على عرض قدمته هوليوود يعادل ثلاثة أضعاف أجره مع مصطفى العقاد لتمثيل فيلم يجسد شخصية «وايزمن» والامتناع عن تمثيل عمر المختار:

«سأمثل دور هذا الثائر الليبي لأنني مقتنع بعمق بهاء ذلك الوجه الشامخ ومن لا يعجبه ذلك فليشرب ماء البحر».

وماذا عن السينما؟..

يقول أنطوني كوين: «اكتشفت أن صناعة الأفلام هي حفلة راقصة غريبة.. هوليوود تحث المقيمين فيها على الاعتقاد بأن ما نقوم به متجاوز للواقع وأن ما تعرضه هو أوسع من الحياة نفسها وما هذا إلا حماقة، صحيح أننا ننتج شيئاً ما يستحق الحياة، أو يغير طريقة رؤيتنا للعالم، أو يثبت أقدامنا في المحيط الثقافي، لكن حتى أعظم انجازاتنا هي نتيجة حشد للعناصر البشرية، وفي اعتقادي بدت صناعة الأفلام في هوليوود أشبه بعملية غريبة الأطوار تؤدي إلى الجنون وتدفع بممثليها إلى التطرف. ولم يكن لنا نحن- الممثلين الموقعين عقودا- أي رأي فيما يخص مهنتنا وعملنا: إننا مجرد عبيد وهذا يشمل الجميع ماعدا النجوم الكبار إنها الحقيقة المسكوت عنها دوماً».

ويكاد ينهي سيرته وهو يقول: «أنا الآن أتظلل من شمس النهار تحت شجرة حور باسقة أتوجع حيثما أجلس وحيثما أمسك شيئاً و حيثما أتنفس أعجل في الانحدار تجاه موتي ولامكان في العالم يمكن أن يكون بديلا من ذلك. المهم أن النجاح في الحياة هو أن يكون المرء محبوباً .. إنها الحقيقة البسيطة».

من أفلامه المهمة بعد زوربا: ريح عالية في جامايكا- الساعة الخامسة والعشرون، مدافع سان سباستيان..

شهرته العربية الواسعة كانت مع مصطفى العقاد في فيلمي «الرسالة وعمر المختار» حيث قال: «اتخذت إيمان 750 مليون مسلم لأسترد إيماني بنفسي.