«المعلق» ...بطل تراجيدي
لم يكن الجسر المعلق في دير الزور مسجداً، ولا كنيسة، ولا معبد آرامياً قديماً، لم يكن حجراً ولا قمراً، لم يكن حانة ولا مبنى لحزب ما، بناه السوريون بمال سوري وجهد سوري و تصميم فرنسي، مشى عليه من مشى، و بانتماء كل من مشوا عليه، ووقع خطاهم تأرجح
هو لا يمثل إلا من عشقه دون مرجعيات ولا فلسفة، هو روح الفرات في أعمدة وأسلاك ومعادن.
هو نبض المدينة حين تهب رياحها وعجاجها، وعداد القلب حين يفيض الفرات.
المعلق حكاية بين الأسطورة الرافدية، و قصص الرسوم على معابد دورا أوربوس، لم يتجاوز ال81 عاماً، لكنه رسم ما رسم من لوحات على شاطئي نهرٍ ذكر في كل الكتب الأرضية والسماوية .
هو حكاية تختزل مفهوم الروح والجسد، ويغلب عليها طابع الخلود.
عاش كما عاش أجداده البابليون والآشوريون بطلاً، ومات كما ماتوا بطلاً تراجيدياً حيث لا تكون نهاية البطل في الأسطورة إلا تراجيديةً كموت المعلق.
لك الخلود، ولنا الذاكرة.
صفحة «كرتونة» 3-5-2013 من ديرالزور