سوبر حنظلة...!
أذكر يوماً كنت مهووسة بألعاب الكومبيوتر أنا وإخوتي، وخاصة بتلك اللعبة الشهيرة (سوبر ماريو)، كنا نحبه رغم أنه كان يكرر نفسه في كل مرحلة، كانت تخدعنا الألوان والسلاحف لنحسب أنفسنا في مغامرة جديدة.
حاولت يوماً أن أستبدل شخصية ماريو بشخصية حنظلة، ترى كيف ستكون اللعبة؟
لا أدري من أين سيبدأ حنظلة مرحلته الأولى، أمِنْ رأس الناقورة شمال فلسطين؟ أم من الجلمة شمال الضفة الغربية؟ أم من مخيمات الشتات في سورية ولبنان؟
يجب أن يكون لكل لعبة نقطة بداية، وسأجعل حنظلة أكثر حظاً من إخوته في الشتات، سأعطيه هوية خضراء وسيبدأ من شمال الضفة الغربية، ليصل في نهاية مرحلته الأولى إلى القدس.
سيسير حنظلة داخل الضفة الغربية، سيواجه جنود الاحتلال على الطرقات، سيتخلص منهم بالحجارة والمقلاع، وسيتخلص من الجيبات بالقنابل اليدوية، سيواجه حنظلة الكثير من الأسلاك الشائكة والمستوطنات وطائرات الهليكوبتر والحواجز، سيجتاز حاجز بيت إيبا، وحاجز حوارة، وحاجز زعترة وحاجز قلنديا ليصل إلى القدس؛ وسيحصل على الطاقة والأرواح من الزيتون والصبار من على الطرقات.
الوصول إلى القدس سيكون إنجازاً عظيماً لحنظلة، سيفرح كثيراً وسيركض حتى يصل إلى البحر، ليرى حيفا ويافا وعكا، والهدف أن يحرر حنظلة تلك المدن ويرفع علم فلسطين على أبراجها.
حنظلة في مرحلته الأخيرة سيحاول الوصول إلى غزة، ستكون مغامرة خطيرة في الأنفاق، سيصل إلى غزة ويحررها. وسيأخذ سفينة إلى لبنان ليرجع اللاجئين إلى فلسطين، فعلاً إنك سوبر حنظلة!
ستكون لعبة مليئة بالمغامرات والتحديات، سنحقق بها الكثير من الأحلام، سنلعبها بصدق وغضب، لن نستسلم، سنأكل الكثير من الزيتون والصبار، لن نموت بتلك اللعبة، سنرفع علم فلسطين على كل القلاع وسنرى ألعاباً نارية!