المثقّفون المصريون يرفضون «أخونة الثقافة»
أصدر عدد من المثقفين والكُتَّاب والفنانين بياناً، أعلنوا فيه رفضهم الكامل لاستمرار رئيس الوزراء هشام قنديل، ورفضهم أيضاً لتولي الدكتور علاء عبدالعزيز حقيبة وزارة الثقافة، مرجعين أسباب ذلك للفشل الواضح لحكومة قنديل في إدارة مؤسسات الدولة، وتخبطه وعجزه عن اختيار وزراء مناسبين لتولي المسؤولية لثلاث مرات متوالية
وأكدوا رفضهم القاطع لتولي عبدالعزيز، مدرس المونتاج بأكاديمية الفنون، وزارة الثقافة، لأنه «اختيار إن دل على شيء فإنما يدل على قصور رؤية النظام الحاكم للثقافة والإبداع»، ويؤكد محاولات أخونة الدولة في كل المواقع، ومن الموقعين على البيان، يوسف القعيد وحلمي النمنم وشعبان يوسف.
هذا وقد أعلنت عدة أطر تضم مثقفين مصريين رفضها تعيين الوزير الجديد وأكدوا في بيانهم أن «الحركة الثقافية تابعت الطريقة غير الديمقراطية في اختيار من يتولى وزارة الثقافة المسؤولة عن الإبداع والحفاظ على مكتسبات الثقافة الوطنية بترشيح اسماء لا تمتلك اي كفاءة حقيقية للقيام بهذه المهمة الوطنية ورشحت فقط لأنها تنتمي للإخوان المسلمين بغرض الهيمنة على مقدرات مصر الثقافية».
وأكد البيان «رفض المثقفين سياسة أخونة الدولة التي يتبعها حزب العدالة، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، لأن المثقفين يرفضون أن يساقوا أو يقرر لهم البعض أمورهم».
وأعرب الموقعون على البيان عن «بالغ غضبهم من محاولة الأخونة القائمة على قدم وساق في مختلف مواقع الدولة»
وطالب البيان «بضرورة تولي أصحاب الكفاءة المسؤولية بغض النظر عن ميولهم أو انتمائهم الحزبي وبغض النظر أيضاً عن جنسهم أو دينهم».
ورشح البيان ثلاث شخصيات لتولي وزارة الثقافة هم الناقد علي أبو شادي والناقد أحمد مجاهد أو أن يستمر وزير الثقافة السابق محمد صابر عرب في قيادة الوزارة.
ومن بين الموقعين على البيان الشاعر سيد حجاب والناقد أسامة عفيفي وماجد يوسف وسعد القرش وآخرون.
كما أصدر تيار الثقافة الوطنية الذي يضم عدداً كبيراً من المثقفين بياناً أكد رفضه تعيين علاء عبد العزيز وزيراً للثقافة، مشيرا إلى «ارتباك الدولة المصرية بفعل الأداء العقيم لجماعة الإخوان المسلمين».
وتضمن البيان «رفض التيار حكومة هشام قنديل شكلا وموضوعا وذلك لما جلبته على البلاد من كوارث تمثلت في غياب الأمن وتهديد الحريات وقمع ومصادرة قيمة الاختلاف فضلا عن موجات مستعرة من الغلاء المعيشي والعسف بالمواطنين».
واعتبر البيان أن «التعديلات الوزارية الأخيرة هي تعديلات شكلية وجاء تعيين علاء عبد العزيز تكريساً لحال من الاستبداد المتذرع بالثقافة وتسييداً لمعيار تفضيل أهل الثقة على أهل الكفاءة فالرجل دبج المقالات دفاعاً عن الرئيس ونيلا من معارضيه في صحيفة (الحرية والعدالة)، وكأن دولة الإخوان تصر إما على رجال مبارك أو على رجالهم».
وطالب عدد آخر من المثقفين والعاملين في قطاعات وزارة الثقافة المختلفة بالإضراب العام عن العمل في الوزارة بدءاً من غد الخميس حتى رحيل الوزير الجديد.
يشار إلى أن العاملين في وزارة الثقافة والمثقفين المصريين كانوا اتخذوا موقفا مشابها ضد حكومة عصام شرف عندما اختار وزيرا ذا ميول إسلامية لتولي وزارة الثقافة وهو الوزير السابق محمد الصاوي مما اضطره الى الاستقالة من منصبه بعد أيام من توليه الوزارة.