استعداء الأطراف جميعها..!
نالت المخرجة الإيرانية «جلنار فريد» جائزة التسجيلي المبدع، عن مجمل أفلامها التسجيلية العشرة الطويلة، ذات المواضيع السياسية الإشكالية، وذلك في مهرجان (تحية للسينما الإيرانية) الذي انتهت فعالياته الشهر الفائت في بكين
ويشار أن أفلام المخرجة الشابة قدمت بأسلوب خاص جداً، مواقف ورؤى اجتماعية وسياسية لشريحة واسعة من المجتمع الايراني، ما برح الإعلام والمثقفون عموماً، يعملون على تغييبها أو تجاهلها سواء داخل إيران أو خارجها، فإلى جانب السؤال (الهاجس عن الهوية الوطنية)، هناك الهم المستمر والمتصاعد عبر جميع أفلامها.
جمعت هذه المخرجة بين عداء لا لبس فيه لمواقف الغرب الإمبريالي المعادية لوطنها وبين موقفها الواضح ضد ظواهر الليبرالية الجديدة في المجتمع الإيراني، مع الانتقاد الحاد لمستوى الحريات السياسية المنخفض في إيران، محتفظة دوماً بمسافة محددة عن مثقفي المعارضة الإيرانية، الذين لم توفرهم بسخريتها اللاذعة، في الوقت ذاته تعري به قوى المال والسلطة في مجتمعها. تجدر الإشارة أن أفلام «فريد» التي صورت جميعاً في إيران وبجهود إنتاجية خاصة، لاقت دوماً مقاطعة من مهرجانات الأفلام التسجيلية المعروفة، كما أنها كانت ولاتزال على اللائحة السوداء للرقابة الثقافية في إيران، الأمر الذي أبقاها طويلاً خارج دائرة الضوء والانتشار، وقد صرحت المخرجة في نهاية مهرجان بكين، بأنها تدرس عرضاً من شركة إنتاج سينمائي صينية بغية نشر أفلامها ومساعدتها في إنتاجاتها القادمة، وقد نشرت قاسيون في صفحتها الثقافية منذ شهرين مادة عن فيلمها الأول «أزهار الشر» الذي أنتج عام 2002 .