من مخيمجيّ إلى محمود عباس
رائد وحش رائد وحش

من مخيمجيّ إلى محمود عباس

صباح الخير يا محمود عباس..

صباح الخير يا حبيبتي «السلطة الفلسطينية»..

وصباح الخير لكِ أيتها الضفة الغربيّة من نهر الأردن.. ولا صباح لكِ، ولا عليكِ يا أرض «البرتقال الحزين» والزعتر اليائس والزيتون اليتيم..

صباح الخير يا رام الله، يا دولتنا الحرة المستقلة، ولا صباح لحيفا وصفد وطبريا والقدس وبئر السبع وغزة.. الصباح فقط لرام الله، لأنها ما رامه الإله، إله تل أبيب، للفلسطينيين..

***

صباح الخير يا سيدي الرئيس.. صباح الخير لكَ، وصباح الخير منكَ للطيب صائب عريقات وللمحترم جدّاً سلام فيّاض ولبقية الشباب الأوادم.. صباح الشّكر سيّدي لأنك تثبت، يوماً بعد يوم، أنك الطبّاخ الأفضل على خريطة مطابخ الشرق الأوسط.. طبّاخ كبير لشدّ ما يحتاجه شعب جائع، ثلثه لاجئ وثلثه سجين وثلثه مهدد بالتهجير.. فكل الشعب المذكور فخور برئيسه الطباخ الذوّاق والفنان، خصوصاً وهو يجعل من الشعب، شعب الشهداء والأسرى والمشوهين واللاجئين والثكالى والأرامل والمحرومين، مقاديرَ لطعام بني صهيون.. قطعة من جسد غزة مع (صُوصٍ) حارّ من مسحوق «حق العودة».. سَلَطة بمختلف الألوان، بالخردل ودبس الرمان معاً، ممّا بقي من القدس.. وصحة وعافية على قلب الحاخامات، ودولة الحاخامات التي تريد يهوديتها فقط لا غير، وبعد الطعام مباشرة يهرعون إلى المرحاض، بينما يتركون لك شرف سحب السيفون..

***

الاعتراف كي لا يكون لنا مجال لنعرف من نحن..!!

***

طبيخك حديث يشغل الإعلام في العالم منذ أوسلو رائع للغاية، دعنا من الطبخ والنفخ، فهي مجازات سياسيّة، وانظر في وجهي،.. انظر في وجهي.. حدّق.. خذ هذه البصقة: تفو.. تفوووو... لا لشيء، ليس من أجل المخيمات، ولا حق العودة، ولا الانقسام الداخلي، ولا لأي من الأسباب..

أبصقُ وأكمل يومي حالماً بفلسطين دون هذه السُّلطة (كدتُ أقول السَّلَطة.. ربما بسبب حديث الطبخ!!)، نعم دون هذه السلطة التي تسمّى فلسطينية زوراً وبهتاناً..

***

ماذا تريد؟؟ تطوير الاقتصاد الفلسطيني؟؟ طز!! سلاماً.. وأنت وزلمك تبنون السّور العازل؟؟ طز..!!

مع من؟؟ مع من ضربوا أمثولة الأماثيل في الإجرام والزعرنة والبلطجة الدولية؟؟ طز..!!

لماذا؟؟ ليقولوا إنك ملك العقلانية السّياسية؟ طز..!!

مليون طز..!! 

***

تفوووووو على كل صفديّ قرأ قصص غسان كنفاني ولم يحاولْ أن يفهم معنى «عن الرجال والبنادق».. تفوووووووو على كل مقدسيّ يحاول أن يبول على أحلام الشهداء.. تفووووووو على موظف البنك المستقرد في إدارة (مُطَاوَعَة) سياسية لمصلحة راحة الصهاينة..

أمهات المخيمات اللواتي مازلن يكدحن كل النهار ليطعمن أطفالهن.. ويغنين لهم قبل النوم «جفرا ويا هالربع» و«ووين ع رام الله».. ويسارعن لإنجاب أولاد جدد قبل انتهاء العزاء بأبنائهن الشهداء، يسمعن أخبار مفاوضاتكم ويلعنَّ البطون التي حملتكم....

الأرامل وزوجات الأسرى، وعائلات المنفيين والمهاجرين غير الشرعيين إلى الخليج وأوروبا وبعض الدول التي تدّعي أنها عربية.. كل هؤلاء يعرفن أنكم ألد عداوة من الصهاينة، ويكرهون ربهم لأنه لا يأخذكم أخذ عزيز مقتدر..

***

كان ياما كان.. كان هناك رجال يسمّون بالفدائيين، وكان الشاعر يقول: «اقرأ.. باسم الفدائيّ الذي خلقا.. من جزمة أفقا».. كان ياما كان ثورة ومنظمة قبل أن تحولوها إلى هذه المخترة العثمانية.. وكانت هناك انتفاضة.. وكانت هناك فلسطين، ورغماً عنكم ستبقى فلسطين.

التاريخ وإن مرّ فإنه يعود ليبدأ، والفلسطينيون أمهر البشر في الإعادة، لكن الإعادة هذه المرة لن تكون إلا حرباً عليك أنت، وعلى مصالح أولادك في عقارات واتصالات الضفة الغربية.. قبل كل شيء.. صحيح أين كنت قبل.. أيام العزّ؟؟ كنتُ بالتأكيد في فتح وفي منظمة التحرير لكنكَ كنت تنتظر خلو الساحة من الأشراف، فاغتيل من اغُتيل، ومرض من مرض ومن ثمّ.. مات، وأبُعد من أبعد، وها أنت الآن أنت وكأنك كنت تنتظر حتى تهيّأ لك الأمور، أو أنكَ أنتَ من كان يهيّئ كل هذا حتّى وصلنا هذا الدرك!!

***

اسمع يا عباس، وأنت هناك على بساط أوباما، اسمع أنت وكل تسووييك.. اسمع ما سأنقله لك عن أحد جدران المخيم، وقد كتب منذ أوسلو، ولا يزال على الجدار ذاته رغم الزمن وصيةً: فلسطين ليست للبيع!! 

■ كتبت هذه الرسالة عقب كشف وثائق حول جهوزية السلطة للقبول بيهودية الدولة الصهيونية..