صوت مسجون، وصوت طليق
سناء عون سناء عون

صوت مسجون، وصوت طليق

«في التفاحة شاعر» مجموعة شعرية جديدة يكتبها الأطفال. تأتي هذه التجربة نتاج ورشتي عمل للأطفال، حملتا عنوان «الأشياء من حولنا شعر» والتي تم تنظيمها في شهري أيلول وتشرين الأول 2011 بإشراف الشاعر بريء خليل. هذا وقد تم تنظيم الورشتين في إطار مشروع «كرفان الشعر والموسيقا» الذي تنفذه جمعية المكان للفنون، بالتعاون مع منظمة cosv إيطاليا، وجمعية مقهى بغداد.

ولم يكن للورشتين أن تتما دون استضافة المكتبة العمومية للأطفال باللاذقية ونادي الرسم المجاني للأطفال فيها.

هذه التجربة التي أتت متممة لعدد من المشاريع التي تميزت بها مدينة اللاذقية، بإشراف الفنان عصام حسن  منها «أكره اللون الأحمر» و«غيمة الشعر الوردية».. هنا أيضاً يتابع الأطفال كتاباتهم، حول عدد من المواضيع التي تمس حياتهم وما كانوا يلتفتون إليها قبلاً، منها الماء والهواء والورق والغيوم والصوت والطريق.

في هذه النصوص يبوح الأطفال بأفكارهم وأحاسيسهم، ويأتي هذا البوح بعد تأمل طويل وعفوي لمجموعة الأشياء من حولهم، فتأتي المفاجأة الشعرية في الفكرة العميقة واللغة البسيطة المميزة بكثافتها وشعريتها وصدقها الطفولي المدهش.

القصائد مثيرة للإعجاب كونها من إبداع أطفال، وتظهر وجهات نظرهم في عديد من المواضيع، فتارة يحلقون خارج المنطق، وتارة أخرى يجسدون أكثر الأفكار منطقية، بطريقة ساحرة، عبر لغة طفولية بسيطة، ليظهروا  كلاعبين أساسيين في ملعبهم الشعري وأحياناً أخرى يحملون نصوصهم ثقلاً معرفي محمل بالأفكار العميقة ويطرحون أسئلة جوهرية بمنتهى البساطة والسخرية.

واجهات المحلات

فتيات صامتات، مبتسمات، حزينات، شعرهن طويل أو صلعاوات

إنهن ( المانيكان)

يجلسن، يقفن، يرتدين ملابس سهرات

يرتدين ملابس رياضية

لا يأكلن، لا يشربن، لا يخرجن من الواجهات

كسرت واجهات المحل، لم يتحركن

عرفت أن (المانيكانات) خجولات

دينا شعبو 11 سنة

الأسلاك

إنه يقيد أسناني، آه كم أكرهه

أكرهه لأسباب كثيرة

إنها الأسلاك الشائكة

إنها تفصل بين البلدان وبين أسناني أيضاً.

إنانا صارم ـ 11 سنة

الصوت

صوت مسجون، وصوت طليق

فأحياناً أتكلم أشياء وينطلق صوتي

أحياناً يوجد صوت داخلي

لا أستطيع أن أخرجه وكأنه حكم عليه بالسجن المؤبد

وصوت يخرج أحياناً بغير قصد وكأنه فر من السجن.

زينب سلطون ـ 12سنة

الهواء

أنا لا أحب الهواء

أنا أكره الهواء

سأخرجه من حياتي

سددت أنفي وفمي

فلم أستطع لعب كرة السلة

لأني أريد هواء

ولا كرة الطاولة

وبدأت أبكي، فالحياة دون هواء حزينة

أحب الهواء، وأنا آسفة

لكن هل من أحد منكم يعرف لماذا كرهته؟

أليسار النوامة ـ 10 سنوات

قمر وشمس

متضادان أعداء

لكن الأول يحتاج الثاني ويأخذ طاقته

والثاني أقوى من المصابيح العادية لكنه ليس مصباحاً

بل هو الشمس عدوة القمر ومصدر قوته

إنه يحبها لكنها لا تحبه

إنها سبب وجود الحرب

مجد ناصر ـ 10 سنوات