«سكران المجانين» يسقينا شعراً
يعيد كتاب «سكران المجانين» لعدنان العودة رعشة الحياة إلى القصيدة المحكية في سورية، و لا سيما وأن العودة يكتب شعراً بالدرجة الأولى، مسكوناً بالحبّ متلبساً بالمرأة، فالشعر الذي وجد لغته في العامية سيجد مساره في الحب، إنها رحلة موازية لرحلة الشاعر البدوي سعياً وراء الماء.
الكتاب الصادر عن دار «ممدوح عدوان» بقسمين الأول «باللهجة السورية الفراتية» والثاني «باللهجة السورية الدارجة».. يذهب بالقصيدة المحكية التي تنتمي إلى التقاليد الشفهية نحو أفق الكتابة، ولها ستبدو المفردات اليومية شديدة الطزاجة حارةً كالحبّ.
يذكر أن العودة وقّع ديوانه في فندق برج الفردوس، مع مسرحية «هنا في الحديقة» للواء يازجي، وسط حضور كبير.
من الديوان نختار..
أنا وإنتَ لا تكابرْ
جايي كل واحد من فلكْ
تجي نسافر
أنا لهلي وإنتَ لهلكْ
من آخري .. لا أوّلكْ
كلما غرقتْ جوَّا روحي
يرميني حزني لساحلِكْ
وكلما بعدتْ عن كلامي
ألقاني عتبة لمنزلكْ
حرَّمتني على شفافكْ
على عيوني مَنْ كحَّلَكْ
وتجي نسافر
أنا لهلي .. وإنتَ لهلكْ
من آخري .. لا أوَّلك
بيروت علّقها حلقْ
والشام خُذها شامة لَكْ
وانساني ظبية بها لفلا
بالعرب تنده: هيت لَكْ
تبدلني بتراب التعب
بجنة عدن ما ابدلكْ
وتجي نسافر
أنا لهلي .. وإنتَ لهلك
من آخري .. لا أوَّلكْ
ونكتب على باب الهوى
عاشق نجا .. وعاشق هَلَك