«أدب الفرح»..
ضمن فعالية أدبية لجمعية عاديات طرطوس، طرح مجموعة من الأدباء من مدينة حمص نصوصاً أدبية منها الشعر وشرحاً لمعنى نشاطهم الذي أطلقوا عليه اسم «أدب الفرح»
وأكد المشاركون بأن نصوصهم محاولة لإظهار رؤية أدبية جديدة ضمن الفضاء الثقافي المتكون، يحبو لأول مرة ويشق التربة مثبتاً فكرة أن مولوداً يطل من جديد وستكون ولادته في سورية أم الحضارات.
من القاعة التاريخية التراثية للمدينة القديمة التي تختزل حضارة عالمية عمرها آلاف السنين، حاول المشاركون رسم صورة للحياة الإنسانية، وتحولات الإنسان في مرحلة التغيير التي استحقت وتقديم معاناته والضغط الذي يرزح تحته ويحرمه مما أنتجه في تاريخه، بهدف الخلاص استعادة حقه في ما أنتج.
وبعد أن قدم الشعراء الثلاثة «محمد حيان الأخرس – نعمة سليمان – مجد محمد علي» نصوصهم، علق الأديب محمد ياسين الأخرس قائلاً: «إن ما قدم اليوم رؤية جديدة انطلقت من السؤال المركزي الصعب، من هو هذا الإنسان وماذا يفعل في هذا الكون، وبدأت تعطي ثمارها هنا وهناك، ومن ينظر بدقة إلى البلد يرى أن القديم يأكل بعضه بعضا ويتنازع، وينعكس على كل واحد منا وفي كل بيت، لكنه في النهاية الثمن الذي لابد من دفعه إذا كنا سنسير للأمام، وعندما يشرق غد سورية لن يبقى من هذا السواد إلا الذكرى».
وكان للضيوف آراؤهم، حيث قدروا عالياً القراءة الأدبية للواقع السوري ودور وأهمية الإنسان ككائن وجودي له دوره، لكنهم اكدوا أن الشاعر دائماً يعكس ما في ذاته وما في الواقع في شعره وثقافته، حيث كان الأدب عبر تاريخه يجمع الفرح والحزن وكان الشعر يحمل درجة من التفاؤل، وكثيراً ما كان الغالب على شعرنا هو الأنا، وأن الشعراء الثلاثة لم يقدموا أي قصيدة فرح بقدر ما عزفوا على أوتار قديمة حاولوا أن يجددوا بها .
إن القراءة الصحيحة للواقع السوري، والرؤية الواقعية لوجود تربة خصبة لفضاء جديد وولادة جديدة لفضاء ثقافي جديد يتكون في رحم الأزمة، تعبر عنه هذه المحاولات، وتستقي أهميتها منه فالبديل المنتظر دائماً لا يظهر إلا في مرحلة متقدمة من عمر الأزمة، ربما سنراه عما قريب .