بالزاوية : السوريون.. وأسئلة الطفل - المعجزة
ربما يتذكر الكثيرون تلك الأسئلة البريئة والمستحيلة في برنامج الأطفال «افتح يا سمسم»؟ ومنها فقرة الأسئلة المضحكة من نوع: ماذا كان سيحدث لو: «كانت العجلة مربعة؟ أو لو كان للبقرة جناحان؟» !
وتأتي الأجوبة العجيبة والمضحكة «لما استطعنا نقل البيض من القرية الى المدينة!.. أو لما استطعنا حلبها..»
من الطبيعي، والصحي أن يسأل «الأطفال» الكثير من الأسئلة حتى الغريبة وغير المتوقعة, بل والمحرجة أحياناً، يؤكد المربون أن لهذه الأسئلة ولطريقة الإجابة عليها دوراً مهما في نمو وعي الطفل وتشكل خياله، حيث تستخدم طريقة طرح الأسئلة «الغير منطقية أو واقعية» في بعض أنواع الترفيه «الموجّه» عند الأطفال، وتدعم وظائف التعلم واكتساب مهارات النقاش.
المضحك- المبكي في واقعنا كيف تنتقل عدوى «الطفولة» هذه وأسئلتها «اللامنطقية» إلى «الكبار» أحياناً، ولا نعني هنا كبار السن فقط بل و«الكبار» من أهل السياسة والنفوذ والتأثير المباشر، الموزعين هنا وهناك, يتحفوننا في كل ظهور إعلامي «بأنوار» علمهم وخلقهم، وأسئلتهم «البريئة» والمعجزة!
والفرق ليس فقط بين خفة ظل الأطفال وبراءة أسئلتهم وغلاظة «الكبار» عندما يتورط بعضهم ببحث عوامل الأزمة واستمرارها، وليس فقط في كون أسئلة بعضهم خاطئة وغير منطقية وأحياناً مؤذية لمشاعر الناس وللقيم الوطنية حتى، بل أن أخطر ما في هذه الأسئلة «البلهاء» هو طرح مفاهيم تفتيتية بمنتهى الاستسهال، فمثلاً يسأل «معارض» سوري من «الخليج» بذكاء: ما الضير في أن يرفع الناس أعلاماً ورايات دينية خلال معاركهم؟ ويسأل «مفكر» سوري آخر «طيوب» و«علماني» جداً بصفاقة: لماذا لم تحمل « الأقليات» السلاح حتى الآن؟
بينما يلتف المتسائلون الانتهازيون، على مواقفه السابقة، «متذاكياً» على الناس دون احترام لذاكرتهم، فيجهش «المعارض» السوري «الباكي» من فرنسا آلام الشعب السوري والمدعي «براءة اختراع» الحل السياسي! متسائلاً ببراءة: لماذا يسعى الأمريكيون إلى استبعاده و«هيئته» من المؤتمر الدولي؟
وتسأل المذيعة البريئة والحسناء, وهي نموذج آخر، على إحدى شاشات تلفزيون سوري «شبه رسمي»: من ينقل آلام الشعب وشكواه الى المسؤولين و«الكبار» فوق!؟ أخيراً ما رأيكم لو اجتمع كل هؤلاء و«أقرانهم» في برنامج أطفال سمج يمكن تسميته: أسئلة الطفل- المعجزة