«الهوية الوطنية».. في ندوة

«الهوية الوطنية».. في ندوة

أقام المجلس الوطني للإعلام ندوة حوارية يوم الثلاثاء 17/12/2013 في مدرج دار البعث بدمشق تحت عنوان «الهوية الوطنية والإعلام»، شارك فيها عدد من المختصين. حيث تناولوا الموضوع من خلال عدة محاور،  وأدار الندوة الأستاذ محمد رزوق رئيس المجلس الوطني للإعلام، وحضرها عدد من العاملين في مجالات الفكر والسياسة والإعلام إلى جانب عدد من المهتمين

بدأت الندوة بمحور «الهوية الوطنية في الفن التشكيلي السوري»، ألقاها الدكتور «حيدر يازجي» رئيس اتحاد الفنانين التشكيلين. وكان المحور الثاني بعنوان «دور الشباب في حماية الهوية الوطنية»، ألقته الإعلامية «ميساء نعامة»، أما المحور الثالث فتشارك فيه كل من الآنسة «ورود إبراهيم» المختصة في مجال الآثار، والأب «ميشيل طعمة» وكان بعنوان «دور المجتمع في حماية الآثار»، وفي المحور الذي حمل عنوان «تهويد الذاكرة» تحدثت الدكتورة «ناديا خوست» عضو المجلس الوطني للإعلام التي قدمت عدداً من المقترحات الهامة التي ترمي إلى المحافظة على آثارنا وهويتنا الوطنية ومنها، أن تتبنى الأحزاب في برامجها السياسية حماية الهوية الوطنية، وأن تستلهم في مرحلة إعادة الإعمار النمط العربي بدل الأبراج ذات الطابع الغربي، أن تسعى المناهج المدرسية إلى التعريف بآثار «سورية» كاملة وأن تُدرس نصوص الملاحم القديمة، وتعديل القانون ليتناول جريمة نهب الآثار كخيانة عظمى، وأخيراً التحرر من سيطرة الغرب على الآثار والتنقيب المحلي.  بينما تناول المحور الأخير «أهمية الإعلام في حماية الهوية الوطنية»، وتحدث فيه الدكتور «خلف الجراد» عضو المجلس الوطني للإعلام، مؤكداً أن الإعلام هو المنظومة التي من شأنها أن تحفظ إلى جانب التربية والتعليم والمؤسسات الثقافية ودوائر الثقافة الشعبية والتراث الشعبي والآثار والمتاحف.
وبعد أن قدم المحاضرون أوراقهم فتحت أبواب المداخلات للحضور الذين أكدوا ضرورة أن تكون هذه الطروحات مفتوحة أمام جميع شرائح المجتمع، للمشاركة ليس فقط في الحفاظ على الهوية وإنما إعادة بنائها على أسس علمية صحيحة.
الهوية الوطنية كل متكامل
 لم يجر تناول وبحث كل محددات مفهوم الهوية الوطنية في الندوة ومنها المحددات السياسية، أي سورية ككيان سياسي جغرافي تاريخي .فالهوية الوطنية كل متكامل ذو أبعاد تاريخية وراهنة ولها حواملها السياسية والاقتصادية الاجتماعية والثقافية والفكرية. ولا يمكن بحثها بالمعنى الصحيح إلا من خلال تكاملها.
وقد تسبب الفساد والسياسات الليبرالية وخاصة في العقد الماضي قبل الأزمة، والتي استمرت خلالها، بتصدع الهوية الوطنية المكونة تاريخياً بالإضافة إلى ضعف مستوى الحريات السياسية الذي أثر بشكل كبير على تعزيز هذه التصدعات خلال الأزمة لدرجة وصلت الأمور فيها إلى الهجوم المباشر عليها واستهدافها من خلال إبراز انتماءات ما قبل الدولة الوطنية.
إذا كانت الآثار والتراث تشكل الجانب التاريخي من مكونات الهوية الوطنية، وعمقها الحضاري فإنها «الهوية» هي سيرورة بمعنى يجب أ ن تجد تجلياتها في الراهن في طريقة إدارة الدولة والمجتمع، فبدون ذلك يتحول المفهوم إلى مجرد بكاء على الأطلال  حيث لا تكفي المشاعر والوجدانيات لتحفيز الوجدان الشعبي والذي يمثل الإطار العام لتجلي الهوية الوطنية من أجل القيام بدوره في الحفاظ عليها وصيانتها وبنائها بل يتطلب الأمر تأمين حاجاتهم المادية والروحية أيضاً. وبالتالي توفير البيئة المناسبة حتى يتمكن الناس من حماية آثار بلدهم وتراثه وهويته والدفاع عنه بشكل شخصي ومباشر لأن الهجوم هو هجوم عليهم بالذات.