بالزاوية : ثرثرة إعلامية في الانتظار
ماذا سيحدث لو أن الإعلام «المشغول» بالأزمة السورية قد قرر أن يصمت فجأة اليوم؟ !
صحفيون، محللون، مذيعات ومذيعون، يوزعون ابتساماتهم و«حقائقهم» الدامغة على وسائل الإعلام العربية والسورية «الرسمية وأشباهها»..
ماذا لو أضرب هؤلاء جميعاً عن الكلام مؤقتا! دون أن يفقدوا رواتبهم أو يتحولوا إلى عاطلين عن العمل، بل يعتبرون أنفسهم في إجازة قصيرة ريثما تنجلي الصورة وتتضح موازين القوى الجديدة مع بدء المرحلة التالية من الصراع! سوف يحافظون على ملابسهم الأنيقة وإطلالاتهم البديعة، وحبذا لو تضامن معهم ضيوفهم من جحافل المحللين الاستراتيجيين، وقادة المحاور العسكرية أو الطائفية...
ستمر النشرات والبرامج السياسية كدقائق صمت طويلة، فيما الشريط الإلكتروني المرافق ينشر في جمل قصيرة الأخبار «الحقيقية» والضرورية فقط. وكم سيكون مريحاً لو حافظوا على صمتهم هذا بدون أية ايماءات أو غمزات بالعيون تشي «بميولهم» أو ميول المؤسسات التي يعملون بها!
ربما لن يتغير الكثير خاصة مع التطورات السياسية هذه الأيام، ومع تعمق الإفلاس السياسي للطرفين المتشددين في الأزمة وتهافت مقولتي الحسم العسكري أو إسقاط النظام على حد سواء، وقد لا نبالغ إذا قلنا إن هذه الوسائل الاعلامية نفسها لن تخسر شيئاً إضافياً، بل ربما ستوفر بعض الأموال وتكسب شيئاً من تعاطف الجماهير وتقديرها!
وقد يشكرهم السوريون قائلين: يا جماعة الخير قد وفيتم وكفيتم، وتستحقون إجازتكم هذه! صحيح أنكم كوسائل إعلامية تنطلقون من مواقع مختلفة، لكنكم في المحصلة اجتمعتم علينا! لقد ساهمتم جميعاً بتفتيت الوحدة الوطنية، ضللتم الناس، واستبعدتم مفردات الحل السياسي للأزمة. حاولتم طيلة الأزمة احتكار الرأي العام واحتكار تمثيله ، ولم تتوقفوا عن التحريض والتعبئة بمفاهيم الانتماءات الضيقة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لكن كل ذلك قد وصل اليوم إلى سقفه الأقصى! ولا فائدة من الاستمرار باللغة أو الخطاب ذاته لأن مرحلة جديدة ومختلفة ستبدأ قريباً، ولربما سيسهل «الصمت» تحولاتكم اللاحقة ويجعلها «مبلوعة» أكثر، فهلا رحمتمونا واسترحتم قليلا يرحمكم الله