(إله) الشمس
كانت سورية أرض تلاق للحضارات منذ أبعد العصور، ولا يوجد مكان آخر في العالم تظهر فيه «آثار الماضي بمثل هذا التنوع المرتبط بمثل هذا الاستمرار» (حولية 1969)
حلم الإنسان منذ أقدم العصور بالتنعم بالنور ليلاً كما نَعِم به نهاراً، ففكر في الطرق التي تحقق له رغبته بالقضاء على الظلام الذي تجسدت له فيه كل أنواع المخاوف المجهولة والمثيرة. ووصف آلهته بالنور وأقدم على عبادتها والتماس السعادة منها والالتجاء إليها في التغلب على الظلام وطلب النور، وتخيل آلهته تملأ الوجود نوراً وضياءً وعدلاً..
(هيلينوس) كان الإله المجسد للشمس وضوئها وحرارتها . والجدير بالذكر أن الأساطير تنسب إليه قيامه بجولة يومية عبر السماء فيخرج صباحاً من جهة الشرق ليضيء الكون وينشر الدفء يرتقي كل صباح قبة السماء على عربته الذهبية المجنحة، ويغيب مساء في البحر. وكان الإله الوحيد القادر على رؤية وجه الأرض كله، وكان يبدو إلهاً رائع الجمال تكلل جبينه هالة مشعة وهو واقف على عربته.
وهذه من القطع الجميلة للرب «هليوس – رب الشمس» وهي عبارة عن لوحة نحت نافر تمثل مشهداً نصفياً له تحيط برأسه هالة نور مشعة، و يحيط بمشهد هذا الرب إطار زخرفي وفي الأسفل يُشاهد نصفية لسبعة أشخاص، اثنان منهما متقابلان ويتجه الآخرون نحوهما.
ومن الملاحظ أن هذه الهالة القدسية التي تحيط بالرأس انتقلت في العصر البيزنطي وأصبحت تحيط برأس السيد المسيح، والسيدة مريم العذراء وجميع القديسين.