ميسلون.. الشعب ليس «أهبل»!!
يخرج يوسف العظمة في مثل هذه الأيام قبل ثلاثة وتسعين عاماً على رأس ثلاثة آلاف مقاتل بين عسكري ومدني متطوع، لكي لا يدخل المحتل دون مقاومة رغم معرفته العميقة بأن قواه لن تسمح له بإيقاف زحف الفرنسيين، في الوقت نفسه يفك مجموعة من تجار دمشق بغال عربة غورو ويجرونها عوضاً عن البغال.. ..
وربما كان التباين حاداً وواضحاً في حينه..
وأمّا الآن..
مسؤولون «وطنيون جداً» يرفضون أي حل سياسي مع «الخونة»، ويحافظون بحرص كبير على أملاك «موزة» مصانة ومسروقة من أهل المعضمية.. المسؤولون نفسهم أو غيرهم، يفاخرون ببطولة الجيش ويمدون المسلحين بالمازوت في ريف دمشق.. وهم نفسهم أو غيرهم، يصرون على «الحسم» و«الضرب بيد من حديد»، ويتملقون الصيارفة ورجال الأعمال والمؤسسات الغربية ويخطبون ودّهم..
معارضون «ثوريون جداً»، يسبون النظام «لعدم إطلاقه رصاصة باتجاه الجولان»، ويرون في «كيري» داعماً أساسياً للشعب السوري.. وهم نفسهم أو غيرهم، يصرون على «إسقاط النظام» ممثلاً برأسه، ويصرون على الحفاظ على نمط توزيع الثروة وعلى «الديمقراطية» نفسها..
معارضون ومؤيدون، أبيض وأسود، ملائكة وشياطين.. هل يقف الناس مع النظام؟ أم عليهم الوقوف مع المعارضة؟ ولكن ما هي الفروق الجوهرية حقيقةً؟ هل الشعب «أهبل»؟ أم أن الطرفين يظنانه كذلك؟!..
تاريخ الشعب السوري وتاريخ ميسلون يقول: لم يكن صعباً الوقوف ضد خيانات الداخل وأعداء الخارج في آن معاً، كما لم يكن صعباً عليه أن يرص وطنييه صفاً واحداً ضد غير الوطنيين.. هكذا علمهم يوسف العظمة.. وعلى دربه هم سائرون