عدو الشعب
كان يردد الحقيقة على الدوام، من الأعلى، من الأماكن الشاهقة، إلى أسفل، حيث الرعاع في نظره يجب عليهم أن يلهثوا وراءها مادين أذرعهم إليه يتوسلون مزيداً من الحكمة التي زرعها الكون فيه تحديداً.
لم يفعل الناس ذلك. وهذا طبيعي. فكما لا يفل الحديد سوى الحديد، لا يحرك الناس سوى الناس. وانسلاخه هو عنهم زرع الشك في نفسه، وأحيل الجبل الذي خيّل إليه أنه يقف فوقه إلى أرضٍ مهتزة مريضة. عندها اكتشف أن الحقيقة التي ظلّ يقسم أنها الحقيقة المطلقة ليست كذلك، وأنها ليست متاحة إلا لدى الناس، أو بالحري القول إنها لدى شريحة من الناس لم تنسلخ عن أبناء جلدتها.
*الكاتب النرويجي هنريك إبسن، عدو الشعب