«الواق الواق»: «مسلسل سياسي بامتياز»
كالعادة في كل موسمٍ رمضاني، انتظر جمهورٌ واسعٌ من متابعي الدراما السورية الإنتاج الدرامي الجديد «الواق الواق» الذي سيحمل توقيع كل من الكاتب ممدوح حمادة، والمخرج الليث حجو- الثنائي الذي ترك بصمة واضحة لدى متابعي الدراما، من خلال نجاحات عدة حققها في جزأي «ضيعة ضايعة» و«الخربة» و«ضبوا الشناتي». غير أن ظروفٌ عدة دفعت بمنتجي المسلسل إلى تأجيل عرضه.
في الآونة الأخيرة، أجرى كادر العمل المنتظر إطلاقه قريباً عدداً من اللقاءات الصحفية التي كشفت عن جزءٍ من مضمون المسلسل، أو على الأقل عن جزءٍ يكفي لوضع حد لسلسلة التكهنات التي رافقت إعلان الاسم.
ففي حديثٍ للصحافة، أكد الممثل السوري باسم ياخور إن «المسلسل سياسي بامتياز، يحمل أفكاراً ثقيلة ومهمة جداً، ويسرد ما يمكن أن نتكلم عنه أو نصفه في كل المجتمعات العربية ودول العالم الثالث بما فيها أميركا اللاتينية وغيرها، وإنما يتم تناوله بطريقة كوميدية مبسطة».
وحسب ما نقل عن طاقم العمل، فتبدأ أحداث المسلسل بغرق سفينة قبالة إحدى الجزر، وتضم شخصيات تمثل مختلف فئات المجتمع، من تجسيد الممثلين رشيد عساف وشكران مرتجى ومحمد حداقي وأحمد الأحمد وجرجس جبارة وجمال العلي وحسين عباس وشادي الصفدي ومرام علي ووائل زيدان ورواد عليو وأنس طيارة ونانسي خوري، والممثل اللبناني طلال الجردي.
وفي مؤتمرٍ صحفي للكاتب ممدوح حمادة عقده الشركة المنتجة مؤخراً في تونس – مكان تصوير العمل، أكد حمادة إن «أبطال العمل الذين تتوفر لهم أرض خالية من السكان يصبحون هم أسيادها من دون تخطيط مسبق، ويكون لديهم الإمكانية لبناء مجتمع مثالي تتوفر لأفراده كل الإمكانات المطلوبة لذلك، ولكنهم رغم قلة عددهم وتوفر كل شيء لهم، لا يتمكنون من السيطرة على أطماعهم الشخصية، كما لا يستطيعون التخلص من الأمراض الاجتماعية المتأصلة فيهم، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار هذا المجتمع أمام الطموحات المريضة للبعض، والتقاعس الموروث للبعض الآخر».
بدوره، يقول ياخور عن دوره في البطولة: «أؤدي شخصية «كابتن طنوس» الملّقب بـ«سيخ البحر». قبطان سفينة تهريب أي أنه مهرّب لكثير من الأمور تعود عليه بالمنفعة كبشر، أسلحة، مخدرات وغيرها». وقال إن هذه الشخصية تجسّد «حالة الفساد وانعدام الأخلاق والقيم بمعنى أن كل شيء مباح ويمكن فعله طالما توجد فائدة من خلاله، لكن يتم تناولها بطريقة كوميدية لطيفة خفيفة الظل». وتحدث ياخور عن أسلوب أداء الشخصيات التي تنتقل ممن «ترمز إلى الحلول القمعية وتغييب أصوات الناس، وغيرها ممن تمثّل تأثير رأس المال على المجتمعات، وأخرى تمثل أغلب النخب الثورية التي لم تستطع أن تفعل أي شيء ما عدا البعبعة».
وشّدد ياخور على أن العمل كنوع من أنواع الكوميديا يجب ألا يُقارن أو يشابه بأعمال كوميدية سابقة، إذ يتضمن خليطاً من بعض المدارس الكوميدية من ناحية الكتابة أي الورق وطريقة التعاطي مع الأفكار، خاصة أن الأحداث التي يسردها مبنية على أفكار كبيرة. من ناحية أخرى، يحمل العمل تنوّعاً واختلافاً شديداً في طريقة أداء الممثلين من خلال 17 شخصية تشكّل جسد هذه الدولة المصغرة التي صنعها الناجون من غرق السفينة على جزيرة «الواق واق».
وحول الموسيقى التصويرية، كشف المؤلف الموسيقي السوري طاهر مامللي في حديثٍ مع صحيفة «الحياة» اللندنية إن الموسيقى التصويرية ستكون «من الجو المتوسطي، وتحديداً شرق المتوسط»، في مجاراة بموسيقى «ضيعة ضايعة» و«الخربة»، إذ استقيا الموسيقى من الجو المحلي لفضاء العمل المكاني.
تزيد الحماسة والتساؤلات مع انكشاف بعض تفاصيل العمل، لا سيما وأن الفكرة الأولية عنه تحمل طابعاً حساساً للغاية، فهل سنكون أمام إنتاجٍ درامي يشرِّح المجتمع في إطار التفاعل الموضوعي بين الدراما والبيئة المنتجة لها، أم سنكون أمام كبوة من الكبوات الكثيرة للدراما العربية التي تحاول تحميل الفرد مسؤولية تردي وضعه الاجتماعي؟ لا يوحي التاريخ الدرامي المشترك للثنائي حماده وحجو بذلك. أما التقييم النهائي، فسيبقى رهناً بمتابعة كل حلقات المسلسل التي لا بد أن يتسمَّر جمهور الأعمال السابقة أمام الشاشات لمشاهدتها.