رسالة من إيرلندا
أكثر من 60% من النساء اليوم في قوى العمل
تعريب وإعداد: هاجر تمام تعريب وإعداد: هاجر تمام

رسالة من إيرلندا

لقد مرّت أكثر مائة عام عندما مضت نساء إيرلندا في 1916 عن المطالبة بالمساواة وبرعاية أطفال الأمّة.

لدينا في إيرلندا الآن أوّل رئيسة لمؤتمر نقابات العمّال، وجسر سمي باسمها بعد ذلك. ولدينا نساء في جميع مستويات قوات الدفاع. ونساء يدرسن الطب أكثر من أيّ وقت مضى. وتلقيح الأطفال مجاني لجميع الأطفال في الدولة، وقد اقتربنا من القضاء على الكثير من أمراض الأطفال. ولدينا حقّ اقتراع عام منذ سنّ 18.
تبدو هذه الأمور جيدة جداً عند كتابتها، ولكن لا يسعني إلّا أن أتساءل وأنا أرى كلّ هذه التحسينات والتطورات: هل سيستغرق الأمر 100 عام أخرى كي يتم تحقيق المساواة في مجتمعنا؟
لقد صدر أوّل تشريع متعلق بالمساواة في الأجور في عام 1974. ورغم أنّ هذا يضمن أن يتم دفع ذات الدخل للرجل والمرأة، إلّا أنّه لا يضمن كيفيّة تقدير المبلغ المستحق دفعه أساساً. والآن وبعد أكثر من أربعين عاماً على صدور هذا القانون، لا تزال الوظائف التي تقوم بها النساء تتقاضى أجوراً أقل من تلك التي يقوم بها الرجال. مثال: لا تزال معدلات أجور مجال رعاية الأطفال أقل بكثير من أجور مجال التخزين. تسهم أكثر من 60% من النساء اليوم في قوى العمل، لكن النساء العاملات لا يزلن يحتفظن بمسؤوليتهن عن القيام بغالبية الأعمال المنزلية وبالاهتمام بالأهل المسنين.
لقد قاتلتن بضراوة من أجل حقّ التصويت، حتّى أنكن جعلتموه جزءاً من إعلان الاستقلال. سوف تصبن بخيبة أمل لمعرفة أنّنا أجرينا انتخابات مؤخراً وفقط 65% من الناخبين صوتوا. يبدو بأنّ الشباب على وجه خاص ينبذون السياسة، وهم لا يستشعرون مدى اتصالها بحياتهم.
سوف تسعدن بالتكنولوجيا الجديدة التي تجعل إرسال الرسائل أمراً سهلاً وسريعاً، وستتحمسن للسينما والإنترنت ولانتقال الصوت والصور والنصوص بهذا اليسر. إننا نعيش في مجتمع السرعة.
لكن ما الذي يعنيه هذا؟ عندما يكون لديك هذا العدد الكبير من المواضيع بين الأشخاص فلن تكون قادراً على جمع الناس على قضايا بعينها. ينشر الجميع آرائهم على فيسبوك وعبر الإنترنت، فالناس يشعرون بأنّ لديهم الفرصة للاستماع إلى آرائهم. لكن الأمر لا ينجح، فآراء الناس غير مرئية وتائهة في الفضاء السيبراني. لقد بات صعباً بحق أن تنظم احتجاجاً كي توصل صوتك إلى صنّاع القرار. إنّ تأثير الإنترنت على الشباب هو الذي يقلق بحق.
هناك ظاهرة جديدة تسمّى المشاهير: إنّهم أناس اشتهروا رغم عدم فعلهم شيئاً محدداً يدعو لذلك. تنهال علينا كميات هائلة من الصور لهؤلاء الناس وهم يخبروننا بكيف يجب أن نبدو وما ينبغي أن نأكل وحتّى كيف علينا أن نفكر. صور أجساد هؤلاء المشاهير هي غير قابلة للتحقيق وغير صحيّة. لقد بات محيطنا مليئاً بالحميات الغذائية وبالمتممات الغذائية وبالكثير من الشباب مع اضطرابات في الأكل. إنّ حياة هؤلاء المشاهير التي تملؤ الإنترنت لا تهم هؤلاء الشباب على الإطلاق، فهي لا تتصل بالقضايا التي تمسّ حياتهم بحق.
نحن لا ننهي المدرسة حتّى سنّ الثامنة عشرة، ومن الرائع بأنّ لدينا تعليماً مجانياً. ولكن يصدمني عندما أقارن حالنا بأولئك في 1916 الذين كانوا يهتمون وينشطون سياسياً وهم في سنّ 14 أو 15.
أنا أحسدكم على أنّكم عملتم وكافحتم معاً من أجل تحقيق قضيّة عامّة. آمل بأن يستطيع جيلي أن يجعل من المساواة قضيّة رحلته، وأن يترك نماذج يحتذى بها للأجيال التالية.

آخر تعديل على الخميس, 28 أيلول/سبتمبر 2017 10:45