«السامبا» ترقص على أنغام السياسة!

«السامبا» ترقص على أنغام السياسة!

إذا كانت النقطة الاساسية في السامبا هي ان تستمتع  بالإيقاع والرقص والتواصل مع الشريك. فيبدو أنها تحاول أن تقوم بمهمة أخرى في كرنفال ريو دي جانيرو وهي فضح الفساد!

انطلق في ريو دي جانيرو الكرنفال السنوي، الذي يستمر أربعة أيام، وتبلغ العروض ذروتها الأحد والاثنين أمام نحو 70 الف متفرج. يمثّل الكرنفال مناسبة للاحتفال ورقص السامبا التي تعتبر قلب وروح الموسيقى والرقص في البرازيل.  غير أن الحس النقدي لا يغيب عن هذا الحدث في هذا العام، إذ أن البرازيليين لا يتوانون عن التطرق خلاله الى الأزمة التي تعصف ببلدهم. 

ويستعين البرازيليون في الكرنفال بشخصيات تاريخية لإيصال رسائل سياسية، حيث استحضروا شخصية مسؤول الخزانة لدى الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، نيكولا فوكيه، وكان القصد من هذا الخيار تجسيد ظاهرة «الفساد» التي باتت ملازمة للمشهد السياسي في البلاد. وستروى قصة هذا المسؤول المتهم باختلاس مبالغ طائلة وأوقف بطلب من لويس الرابع عشر، خلال عرض لمدرسة ساو كليمينتي للسامبا مع عنوان لافت مفاده «عار على من يسيء الظن».

وقد أوضحت المديرة الفنية للمدرسة روزا ماغالييس التي أخرجت حفل ختام الألعاب الأولمبية في ريو العام الفائت: «إنه موضوع مسل ويأتي في وقته لأن الفساد لدى السياسيين ليس وليد الأمس».

ويحاول العرض التذكير بالفضيحة الكبرى لشركة "بتروبراس" البرازيلية التي أدت إلى زج عشرات السياسيين من كل الاتجاهات في السجون بتهمة اختلاس ملايين الدولارات من شركة النفط الحكومية عن طريق شبكة واسعة من الرشاوى. 

ومن الأهداف الأخرى للكرنفال في ريو دي جانيرو: الشخصيات البارزة في القطاع التجاري الزراعي، فقد اختارت مدرسة "امبيراتريز ليوبولدينيزي" موضوعاً لعروضها قبائل زينغو المهددة بفعل حملات إزالة الاحراج والمبيدات الحشرية وبناء محطة كبيرة للطاقة الهيدروليكية.

ومن الجدير بالذكر أنه يتم العزف على أنغام السامبا في الكرنفال البرازيلي والسامبا موسيقى برازيلية من جذور أفريقية ظهرت  في القرن التاسع عشر. ورقصة السامبا البرازيلية من الرقصات اللاتينية الدارجة.

ويذكر أيضاً أن هذا الكرنفال الأول منذ الإطاحة بالرئيسة اليسارية ديلمار روسيف . وقد احتشد المئات في وسط المدينة للمشاركة في احتجاج للمطالبة بتنحي الرئيس ميشال تامر. كما أظهر المشاركون حساً ابداعياً، حيث جسد مجموعة أصدقاء موضوع «جدار ترامب» عبر التجوال في الشوارع مرتدين قبعات مكسيكية الطراز خلف رسوم عليها أحجار طوب.