رحيل فنان السلم والإنسانية الموسيقي «جورج موستاكي»
وفي في مدينة نيس الفرنسية المغني والمؤلف الموسيقي «جورج موستاكي» صاحب أغاني شهيرة جداً مثل "ميلور" و"لو ميتيك"، صباح الخميس 23/5/2013 عن 79 عاماً. ولد جورج موستاكي واسمه الأصلي «يوسف موستاكي» في الثالث من أيار/مايو 1934 في الإسكندرية لوالدين من يهود اليونان هاجرا إلى مصر.
توفي الإسكندرية، كان الكل يتحدث الإيطالية في الشارع والأطفال يتحدثون جميعاً العربية، وفي المدرسة تعلم يوسف الصغير اللغة الفرنسية فقد كان والداه معجبين بالثقافة الفرنسية.
وانتقل إلى باريس في 1951 حيث كانت بداياته في كتابة الشعر والتلحين والغناء، وهناك التقى جورج براسينس وقد اتخذ اسمه الأول احتراما له. وساهمت الثقافات المختلفة واللغات العديدة التي أتقنها (الفرنسية والعربية والإيطالية واليونانية والتركية والانجليزية) في صقل موهبته وإطلاعه على عديد الثقافات.
وكان لقاء موستاكي بالمغنية الشهيرة ايديت بياف تحولاً في مسيرته فبعد أن كتب لها أغان عدة اشتهرت عالمياً، ولا تزال حتى اليوم تصدح في صالات الحفلات الموسيقية الكبيرة.
بدأ العمل مع مغنين عدة إلى أن تعرف على سيرج ريجياني، المغني الفرنسي من جذور ايطالية والذي عرف بانضمامه إلى تيار الأغنية والموسيقى الملتزمتين كما عرف بقدراته المسرحية عند أداء الأغنية. وأثمرت صداقتهما عشرات الأغاني التي كتبها ولحنها موستاكي ليغنيها ريجياني بحس مسرحي.
وأثناء أحداث 1968 في فرنسا انعكست موهبة في تصوير الواقع والحدث بالكلمات وبالألحان. وعرف موستاكي بالأغنية الملتزمة والتي استوحاها من أحداث فرنسا (أيار 68) ولا تزال حتى اليوم عبارات تتناقلها الأجيال لتعبر عن غضب هذه الحقبة. ومن أشهر أغاني تلك الحقبة أغنيته "الأجنبي" والتي ترجمت وتم أداؤها بـ12 لغة.
ورفع في أغان أصدرت لاحقاً الراية البيضاء داعياً للسلم والإنسانية مستوحياً مواضيعها من صور علقت في ذاكرته من طفولة في الإسكندرية ومن اليونان.
وكتب موستاكي حوالي 300 أغنية لأكبر المغنين الفرنسيين مثل أديت بياف وإيف مونتان قبل أن يغني بنفسه أغنياته الناجحة. ومن أشهر أغانيه "ميلور" (1958) التي كتبتها اديت بياف وترجمت في العالم بأسره ومن ثم "لو ميتيك" (1969) التي غنتها اولا بيا كولومبو فيما انتشرت لازمتها في العالم بأسره.
والكثير من أغانيه تحولت إلى أغنيات كلاسيكية كتلك التي أداها العام 1966 سيرج رجياني "ساره" و"ما ليبرتيه" و"ما سوليتود" و"فوترفيي آ فانتان" فضلاً عن "لاد ام برون" (باربرا في العام 1968) و"جوزف".
وكان موستاكي رساماً أيضاً يتقن لغات عدة ويقيم منذ أكثر من أربعين عاماً على جزيرة سان لوي في باريس.