ماذا تقول حروب أمريكا السينمائية؟؟
الفيلم الأمريكي «حرب تشارلي ولسون» يحكي سيرة سيناتور في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية تكساس حيث تقتصر طلبات الناس هناك على )تجديد رخص السلاح والبارات فقط) على حد قوله، وحسب نص الفيلم المستمد من «قصة واقعية» فإن هذا الشخص
لعب الدور الأساسي في خروج قوات الاتحاد السوفييتي من أفغانستان وبالتالي كان السبب أيضاً في تفكيك الاتحاد السوفييتي وانهيار جدار برلين وما تبع ذلك من تغيرات على مستوى العالم..!!
وبالعودة إلى الفيلم الذي يحكي سيرة إنسان خليع ومدمن على الكحول والذي قال لأحد زواره«يمكنك أن تناديني تشارلي لقاء خمسة آلاف دولار.. ولقاء عشرة آلاف يمكنك أن تناديني بيتي سو»، ولكن بسبب نظام الانتخابات لديهم فقد استطاع ان يُنتخب لست دورات متتالية في مجلس الشيوخ، وهنا يأتي دور أعضاء ال سي آي إيه الذين وظفوا هذه الموهبة الفذة في تجميع أموال المتبرعين في دعم المقاتلين الأفغان ضد «الشيوعيين الأوغاد». حيث جمع لهم ما يزيد عن مئة مليون دولار، كانت ثمناً لمدافع فردية مضادة للطيران يمكن حملها على الكتف، ونظراً لوعورة المناطق الجبلية في أفغانستان فقد كانت الطائرات الأمريكية تنزلها بالمظلات في الأراضي الأفغانية ويتم نقلها إلى الجبال عن طريق الحمير ..وهذا جعلها الحل الأمثل لمقاومة الطيران السوفياتي الذي تكبد خسائر كبيرة واضطر للخروج من مستنقع أفغانستان.
يطغى على الفيلم الحوار الساخر الذي يوحي بأن الامريكان هم الذين يديرون العالم وأن كل ما يحدث يمر من بين أيديهم وبموافقتهم ومثال ذلك مشهد تكريم ضياء الحق محمد حيث بدأت عضو السي آي إيه خطابها عنه قائلة«ضياء الحق لم يقتل بوتو» وكانت نظرات الدهشة تعلو وجوه الحاضرين ولسان حالهم يقول«هذا معناه انه هو القاتل»
يحاول تشارلي ولسون في نهاية الفيلم إقناع الممولين بالتبرع بمليون دولار لبناء مدارس في أفغانستان بعد احتفالهم بالنصر على السوفييت..!!.
ويأتيه الرد «ومن يهتم ببناء مدرسة لهم. لقد حررناهم من الشيوعيين الأوغاد وعليهم أن يكونوا شاكرين»
في نهاية الفيلم كُتبت تظهر كلمات كتبت على شاشة سوداء «ظننت أني أحقق نجاحاً بعد نجاح ولكني لم أخرج إلا بالفشل».
هذه الكلمات ربما كانت كافية لتؤكد حقيقة أن هذا ما تقدمه أميركا فقط..!!