حق المرأة الانتخابي، هل مر بسهولة؟

حق المرأة الانتخابي، هل مر بسهولة؟

لم تمر قضية تحصيل المرأة حقها الانتخابي دون صعوبات حقيقية، رغم كون هذه الصعوبات خفيفة نسبياً في الحياة السياسية السورية، نظراً لكون المجتمع السوري في تلك الحقبة على حافة الفترة النهضوية من تاريخه.

وكان المؤتمر السوري العام أحد المحطات الهامة في تلك الفترة بعد خروج العثمانيين وقبل دخول الفرنسيين، في فترة كانت آمال السوريين بدولة وطنية ما تزال غضة وفتية (وكانت كلمة السوريين آنذاك ما زالت تعني سكان بلاد الشام جميعهم).

بحث المؤتمر الذي استمر 1919—1920 كل القضايا السياسية الكبرى وأهمها إعلان الاستقلال والأطماع الاستعمارية الإنكليزية والفرنسية، لكن هذا لم يمنع مناقشة عدد من القضايا التي تمس شكل الحياة السياسية السورية المرتقبة وأحدها حق المرأة في الانتخاب.

وقد ورد للمؤتمر عدد من الكتب حول حق المرأة في الانتخاب: منها كتاب من بيروت من السيد محمد الباقر ورفقائه يحبذون ما قام به المؤتمر من المذكرات بلزوم إعطاء المرأة حق الانتخاب، وكتاب من تجار دمشق يطلبون عدم البحث في مسألة إعطاء المرأة حق الانتخاب، وكتاب من جملة تواقيع من بيروت يطالبون عدم بحث مسألة إعطاء المرأة حق الانتخاب، وكتاب من بيروت احتجاجاً على فكرة إعطاء المرأة حق الانتخاب، ومذكرة من بعض علماء دمشق بخصوص عدم الموافقة على إعطاء المرأة حق الانتخاب ومذكرة من الدكتور اسكاف وبركات تتضمن لزوم إعطاء المرأة حق الانتخاب.

يقول النائب عزة دروزة في هذا الصدد «ولقد أراد بعض التقدميين صراحة مساواة المرأة بالرجل سياسياً ومدنياً وتمثيلاً وانتخاباً... وكان من أركان النقاش وتوكيد مساواة المرأة الشيخ سعيد مراد الغزي.. ثم رأينا أن الأمر قد يثير المتزمتين والعوام.. فقررنا الإبقاء على النص الوارد في المشروع المطلق الذي يمكن أن يشمل في التطبيق الذكور والإناث معاً»
ما زالت هذه التجاذبات في مواضيع اجتماعية شبيهة تأخذ سجالات مشابهة، وما زالت التسويات بنفس الطريقة تأخذ طريقها.