أصالة أصيلة أكثر من المستمعين/ات
يثير استجلاب مطبيعن عرباً إلى الأرض المحتلة نقداً متعدداً ومتواصلاً ومتزايداً رغم كل ما يحظى به التطبيع من حماية أنظمة وحكومات وتمويل الأنجزة والقطاع الخاص والأنظمة له.
ويتم توجيه النقد إلى المُستجلبين/ات أو إلى سلطة الحكم الذاتي التي تبذل في هذا المجال أعلى جهد ممكن سراً وعلانية، وضد الداعين المباشرين للمستجلبين. وفي أغلب الأحيان لا يتم ذكر الأسماء ضمن ثقافة البرجوازية الصغيرة المتأدبة إلى ان تفوح رائحة لا تصدها طيوب الرض؟
ولكن قلما، وربما لم يحصل، أن وُجه النقد إلى من يحضروا هذه حفلات أو لقاءات المستجلبين أو الجَلَب! وهذا يفتح على مسألة هامة وخطيئة كبرى وهي تقديس الجمهور في مطلق الأحيان.
الجمهور مصطلح فضفاض شبيه بالإيديولوجيا يكتسب معناه في كثير من الأحيان من مقاصد الاستعمال ومواقع من يستعملونه. لذلك فإن تقدس الجمهور في مطلق موقف هو سلوك خبيث وخادع للجمهور في ثوب تقديره.
في غياب الوعي الطبقي والسياسي كثيراً ما يكون الجمهور قطيعاً ولا سيما في المواقف المتعلقة بالوطن لأن الوطن ليس مجرد مصطلح لغوي ولا حتى معنى بل هو وجود أو اساس الوجود الاجتماعي الشعبي؟
لذا، فالجمهور الذي يلتقي ويستمع للمطبعين هو جمهور قطيعي ولا وطني، شاء أم لا وعي أم لا فهذا أمر آخر. وهذا ينطبق تماماً على من يحضر أو ينتظر حضور حفلات السورية أصالة التي ترتكب خيانتين معاً، خيانة الشعب السوري وخيانة الشعب الفلسطيني مما يجعل جمهورها خائنا في المستويين كذلك.
وخطورة المطبعين أبعد من هذا، فهم بما هم جيل وسط، يقوموا بإيلاج استدخال الهزيمة في الجيل الصغير. مثلاَ، حينما سُئل أحد الذين استجلبوا الموسيقار الصهيوني دانييل برنباوم إلى المركز الثقافي برام الله وبترحيب من معظم أعضاء بلدية رام الله السابقة، سُئل هذا الجلاَّب: لماذا تفعلون هذا؟ فقال: إن أولادنا بحاجة للترفيه! وهو بالطبع ممن لم يكن له في الشأن الوطني تحديق لحظة!
فأصالة التي تقف مع الإرهابيين في سورية، تعرف تماماً علاقات قيادات هؤلاء مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وأنظمة النفط، ولذا، فهي أاصيلة في ارتباطاتها هذه.
والسؤال الآن هو إلى لجان مناهضة التطبيع : أين صوتكم/ن؟
وهنا أخص قوى الدين السياسي: إذا كنتم ضد الاعتراف بالكيان وضد التطبيع فهل صمتكم مكافأة لها لأنها ضد سورية؟ تماماً كما فعلت حكومة غزة حينما استقبلت بيرنباوم رغم تأييده لمذبحة غزة 2008-9؟ هل يمكن للكيدية السياسية أن تطعن وطناً؟
بقي ان نلاحظ بأن سلطتي رام الله وغزة تتصالحان فيما يخص التطبيع! هزلت والله.
المصدر: نشرة كنعان