«متحركين من أجل فلسطين» لصون الهوية ومواجهة تقطيع الأوصال
بديعة زيدان بديعة زيدان

«متحركين من أجل فلسطين» لصون الهوية ومواجهة تقطيع الأوصال

«متحركين من أجل فلسطين» مجموعة شبابية انطلقت بالأساس نوعاً من «الانتفاضة» ضد الإجراءات العنصرية والقيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ما يتعلق بحرية الحركة والتنقل للفلسطينيين ما بين المدن والقرى الفلسطينية، ليس فقط في الضفة الغربية، بل ما بين الضفة وغزة والقدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1967، بخاصة مع انتشار مئات الحواجز العسكرية التي تقطع أوصال الأراضي المحتلة في الضفة منذ عام 1967، ومع إتمام إنشاء جدار الفصل العنصري، هو الذي جاء على حساب أراضي الفلسطينيين وحيواتهم، ويفصل العائلات الفلسطينية عن بعضها بعضاً.

والحملة تندرج في إطار مشروع «الشباب الفلسطيني... معاً من أجل التغيير»، وتهدف، في ما تهدف إليه، إلى صون الهوية الفلسطينية، من خلال مقاومة الشرذمة والتغييرات التي يسعى الاحتلال لفرضها على أبناء الشعب الفلسطيني بما يضرب الهوية في مقتل، عبر سياسات متعددة من بينها الحواجز العسكرية، وجدار الفصل العنصري، وسياسة «التصاريح» للتنقل من منطقة إلى أخرى.

وقام الشبان والفتيات في هذه الحملة بالعديد من الفعاليات على مدار الأشهر الماضية للعمل على زيادة وعي الفلسطينيين، وبخاصة الشباب منهم بحقوقهم في هذا المجال، وكشف بعض الدول والشركات العالمية التي تدعم الاحتلال، إضافة إلى السعي للوقوف أمام سياسات الاحتلال بتقسيم الفلسطينيين على مستوى الجغرافيا والهوية.

وكان آخرالنشاطات حملة واسعة النطاق لمقاطعة إحدى شركات التكنولوجيا العالمية الشهيرة، لكونها تدعم الاحتلال الإسرائيلي بتقنيات لمراقبة تحركات الفلسطينيين عبر الحواجز وبالقرب من جدار الفصل العنصري، وانطلقت قبل أيام تحت شعار «الاحتلال برعاية... (اسم الشركة)»، وهذا يأتي في إطار فضح الشركات العالمية التي تدعم الاحتلال في زيادة تغوله ضد أبناء الشعب الفلسطيني في ما يتعلق بالحد من حرية الحركة والتنقل، وهو حق كفلته المواثيق الدولية.

وتقوم الحملة على سواعد قرابة الستين شاباً وشابة يمثلون كل مناطق الجغرافيا الفلسطينية المقطعة الأوصال (الضفة الغربية، قطاع غزة، القدس، وداخل الخط الأخضر)، فيما تتواصل حملات الدعوة إلى التطوع لحشد المزيد من الشباب للمشاركة في حملة «متحركين من أجل فلسطين».

واللافت أن هذه الحملة انطلقت عبر متطوعين في مؤسسات فلسطينية متعددة من بينها مؤسسة «الرؤيا الفلسطينية» في القدس، ومؤسسة «بلدنا» في حيفا، ومكتب «الكويكرز» في قطاع غزة، وأن هؤلاء المتطوعين هم من خرجوا بأفكار فعالياتها ونشاطاتها، وهم من قاموا ويقومون على متابعة تنفيذها بإسناد من المؤسسات المبادرة، بل إن المتطوعين الأوائل هم من قاموا وعملوا جاهدين على تجنيد المزيد من المتطوعين لها، قباتت حملة شبابية بامتياز.

ولفت الشاب أحمد ياسين، أحد القائمين على الحملة والمتطوعين فيها الى أن نشاطاتها لن تقتصرعلى فعاليات ميدانية وأخرى ذات طابع جماهيري، بل إنها ستعمد في الوقت القريب إلى إصدار أوراق تعبّر عن مواقفها من قضاياعدة مصيرية تهم الشعب الفلسطيني، ودراسات متنوعة في هذا المجال، بخاصة ما يتعلق بالحق بحرية التنقل والحركة، وإطلاع صنّاع القرار في العالم على حقيقة ما يجري على الأرض الفلسطينية المحتلة المقطعة الأوصال في هذا الجانب.

ولا تقتصر الفعاليات على الضفة الغربية بل تتوسع إلى القدس والناصرة ورام الله وغزة وغيرها من المناطق الفلســطينية المحتلة... وحول ذلك قال محمد أبو سمرة، أحد المتطوعين في الحملة من قطاع غزة: «كان لنا في غزة العديد من الفعاليات ضمن إطار الحملة، كان آخرها يوماً حاشداً شــارك فيه المئات، اشتمل على فعاليات فنية بالدرجة الأولى، من بينها «ستاند أب كوميدي»، ومشاهد مسرحية صامتة «بانتومايم»، عبّرت عن حالة الشرذمة والشـــتات التي يعيشها الشعب الفلسطيني بفعل الاحتلال وسياساته العنصرية التقسيمية، ما ساهم في إحياء الشعور الجمعي بضرورة التمحور حول الهوية الموحدة للشعب الفلسطيني.

ويؤكد كل من ياسين وأبو سمرة، مضي الحملة في نشطاتها على مختلف المستويات، وأنها لا تتعاطى مع الأحلام والأفكار الرومانسية ويمس المشاعر فحسب، بل بأفكار يمكن تحقيقها على الأرض، من خلال «متحركين من أجل فلسطين»، وهذا يزيد من شعبيتها، ما يدفع المزيد من المتطوعين المرتقبين إلى بذل المزيد من الجهود من باب أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، مؤكدين شعارهم الموحد «لا حدود لهويتنا».

 

المصدر: الحياة