سيرك سياسي

سيرك سياسي

 

مشهد 1

اللعب على الحبال، ظاهرة من ظواهر مرضية عديدة في المشهد السياسي السوري، البعض يقول الشيء، ويعمل بعكسه، حيث تسمع من يرطن بخطاب في أقصى درجات الحدة، يتجاور فيه الاستفزاز، والاتهام، والتخوين، والتعميم.. لمصلحة طرف، وبشيء من التدقيق، نجد أن موقفه العملي وسلوكه يتطابقان مع مصالح الطرف الآخر الخصم، ونتيجة الموقفين كليهما واحدة، تقودنا إلى المأزق ذاته، لافرق هنا إن كان يدرك ذلك أو لا يدرك، فالأمور في حقل علم الاجتماع السياسي كما في غيره من العلوم تقاس بمآلاتها، وليس بالنوايا.

مشهد 2

خطاب «ثوري»، والثورة مجرد شعار، أو موقف يزيد رصيداً في حساب بنكي، أو يفتح دفتر شيكات جديد مع ما يتطلبه ذلك من بريستيج،  كالإقامة في هذه العاصمة أو تلك، أو تصدّر هذا المؤتمر أو ذاك، والظهور الدائم كردّاح، وندّاب، وبكّاء على هذه الشاشة أو تلك، ومن غير المسموح به السؤال لماذا، وكيف، ومن أين؟  فهو سادن «معبد الثورة»، المعصوم عن الخطأ، وهو «شيخ الطريقة» الثورية الجديد، الذي لا يمكن المساس بذاته المقدسة، حتى وإن ارتكب المعصية تلو المعصية!
مشهد 3
تسمع من يعزف على وتر الوطن، أما خريطة الوطن فلا تتجاوز حدود الـ«جيب»، وكأن الوطن مجرد وجاهة، ومنصب أو امتياز، أو سيارة فارهة أو.... دون السؤال  لماذا؟ و من أين، وكيف؟ وبأية طريقة، طالما أنها تجري تحت ما يسميه البعض «سقف الوطن» هذه، في احتكار لمفهوم الوطن، فهنا توقف قطار الوطنية، وهنا وليس في مكان آخر انتهت الخيارات الوطنية!
مشهد 4
كل الحركات على المسرح السياسي مبررة، كل الألاعيب مشروعة، معارض وموال في الوقت نفسه، مع الحل السياسي ويشكك بأداته الوحيده، طالما يمكن أن يؤمن بذلك حيزاً في الفضاء السياسي.. 
مشهد 5
كتب ما كتب عن الليبرالية والحداثة والمجتمع المدني، وحقوق الانسان، وملأ الفضاء الثقافي والاعلامي حديثاً ضد التطرف، ويغازل «داعش»؟؟؟