داعش.. تدمير للتاريخ وطمس للهوية

داعش.. تدمير للتاريخ وطمس للهوية

تنظيم داعش أو مغول العصر كما يسميه البعض، ما زال يوغل في أفعاله ويسجل في تاريخه جرائم ضد الحجر والبشر.

ويبدو أن آخر إصدار من سلسلة حلقاته الأخيرة لم يأت بعد، كان تدمير التنظيم مدينة الحضر الأثرية، والتي تقع في صحراء محافظة نينوى شمال العراق، مدينة محصنة يعود تاريخ إنشائها إلى أكثر من 2000 عام، نموذجها المعماري مزيج من الشرق والغرب، وتعد أحد 4 مواقع أثرية عراقية مدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي.

نمرود، مدينة أثرية آشورية جنوب شرق الموصل، يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، حين كانت تعرف باسم " كلحو"، ومرشحة للإدراج على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، وبحسب الحكومة العراقية تعرضت المدينة للتجريف في الخامس من الشهر الجاري بجرافات التنظيم ما اعتبرته اليونيسكو جريمة حرب.

وطالت يد داعش أيضا متحف الموصل، الذي يعد من أهم متاحف العراق بعد المتحف الوطني في بغداد، التنظيم بث تسجيلا مصورا في 26 من فبراير/شباط الماضي، يظهر قيام عناصره بتحطيم نحو 90  قطعة وتمثالا غالبيتها قطع أصلية، ويعود تاريخها إلى العهد الروماني، ومدرجة على لائحة التراث العالمي.

وواصل التنظيم دك الموصل، فدمر فيها مرقد النبي يونس وتمثال الشاعر العباسي أبي تمام، وحرق ألوف المخطوطات في مكتبتها، كما استهدف قلعة تلعفر غرب المدينة.

اتجه داعش بعدها لمواقع العبادة في تكريت فدمر الكنيسة الخضراء والتي تعرف بكنيسة "مار أحو داما"، كما تعرض مرقد الأربعين في المدينة للتفجير.

واستهدف داعش الموسوم بآلة الدمار، مواقع أثرية عدة في سوريا، في حين أبدى علماء آثار مخاوف من مغبة استهداف التنظيم لمواقع أثرية في ليبيا من ضمنها
-
مدينة لبدة الكبرى التي تعود لعصور الإمبراطورية الرومانية، ومدن صبراته، وشحات، وغدامس التي تصفها اليونسكو بلؤلؤة الصحراء.

ينفذ مقاتلو داعش عادة جرائمهم ضد الإنسانية والإرث الحضاري بقياس ديني، لكن المدونة التاريخية تذكر جيدا أن تلك الحواضر القديمة، عايشت حقبا تتالت فيها أديان غيرت تاريخ البشرية ولم تغير وجه تلك الصروح.