معرض الدار البيضاء للكتاب يبدأ بـ«بوكر» ويحتفي بفلسطين
عبد الرحيم الخصار عبد الرحيم الخصار

معرض الدار البيضاء للكتاب يبدأ بـ«بوكر» ويحتفي بفلسطين

بتوافد كبير لزوار المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء تتواصل فعاليات دورته الحادية والعشرين التي اختارت هذه السنة أن تكون فلسطين هي ضيف الشرف، ويبدو أن ازدحام الزوار يومي السبت والأحد سيكون مؤشرا على أن المعرض قد يحقق هذه السنة أعلى نسبة من الزوار في تاريخه.

اختيار فلسطين يأتي منسجما مع ما ذهبت إليه الأوساط الفنية والثقافية بالمغرب التي جعلت هذا البلد ضيف شرف للعديد من المهرجانات السينمائية والثقافية، والدافع وراء ذلك هو حرص مختلف الجهات المنظمة على أن تبقى فلسطين حاضرة في الذاكرة والوجدان، في وقت صارت أحداث العنف والربيع العربي وداعش تُنسي الناس الهمّ الفلسطيني بالتدريج.

الافتتاح كان هذه السنة مغايرا، فبالإضافة إلى الانطلاقة الرسمية التي يشارك فيها الوزراء والإداريون، كان للناس موعد مع افتتاحيتين موازيتين تمثلت الأولى في جلسة الإعلان عن اللائحة القصيرة لجائزة البوكر للرواية العربية، حيث أعلن صباح الجمعة عن أسماء الكتاب الستة الذين سيظلون على قائمة التباري وهم: المغربي أحمد المديني، السوداني حمور زيادة، اللبنانية جنى فواز الحسن، السورية لينا هويان الحسن، التونسي شكري المبخوت والفلسطيني عاطف أبو سيف، بينما تم في الفترة المسائية تنظيم جلسة حوارية مع لجنة التحكيم.
أما الافتتاحية الأخرى فكانت فلسطينية بامتياز، إذ كانت أول ندوة تحمل عنوان «القدس: سؤال الثقافة والوجود» شارك في جزئها الأول وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق الكاتب يحيى يخلف وإلياس وديع صنبر السفير والمراقب الدائم في اليونسكو، وناقشت الندوة تاريخ المدينة وما تعانيه من تهويد مستمر ومحاولات دائمة لطمس الهوية. أما الجزء الثاني من الندوة والذي حمل عنوان «يوم القدس» فشارك فيه الكاتب محمود شقير الذي تناول الواقع الثقافي في المدينة، بينما ركّز خليل التفكجي على الواقع الديموغرافي ومشكل الاستيطان، أما يوسف الترتوري فناقش مسألة التراث وضرورة حماية الموروث الثقافي.
ولن يتوقف الاحتفاء بفلسطين في اليوم الافتتاحي، بل سيستمر وعلى مدار عشرة أيام عبر لقاءات مختلفة أهمها ندوة حول العمارة الفلسطينية يشارك فيها كل من خلدون بشارة والفرنسي فيليب ريفيليو والإيطالية إترا أوشيليني، وشهادات حول المنفى والوطن يقدمها سلمان ناطور، ربعي المدهون وأنور حامد، وندوة عن الخطاب الجديد في السرد الفلسطيني مع زياد خداش، أكرم مسلم وعاطف أبو سيف، ولقاء حول الرواية الفلسطينية مع يحيى يخلف وابراهيم أبو هشهش، وأمسية شعرية لغسان زقطان، محمود أبو الهيجا، وليد الشيخ ووسيم الكردي، إضافة إلى سهرتين غنائيتين لفرقة سرية رام الله وحفل على شرف الشاعرين الراحلين محمود درويش وسميح القاسم.
بيت الشعر المغربي أقام أول أمس السبت حفل تقديم جائزة الأركَانة التي عادت للشاعر البرتغالي نونو جوديس، أما أبرز لقاءات يومي الاثنين والثلاثاء ستتمحور حول الكتابة المسرحية بالمغرب، ووظيفة المكتبة الوطنية، وراهن الرواية العربية، إضافة إلى لحظتي استعادة لمسار الفيلسوف التونسي الراحل عبد الوهاب المؤدب والمؤرخ المغربي محمد بن عزوز الحكيم، ولقاء مع الفائزين بجائزة المغرب للكتاب في فروع السرد والدراسات الأدبية والفنية والترجمة، وقد كان مبرمجا في الآن ذاته لقاء مع الفائز بجائزة الشعر، لكن هذه الجائزة قد حجبت هذا العام، مما أثار استغراب الشعراء المغاربة.
أما نشاطات الأيام المتوالية فستتوزع بين ندوات حول التمدن، الكتابة بالأمازيغية، الثقافة والإدماج، الثقافة والأنترنت، إضافة إلى لقاءات مفتوحة مع عبد اللطيف اللعبي، نوري الجراح، محمد الأشعري، ادريس الملياني، عبد الفتاح كيليطو، حبيب عبد الرب سروري، وقراءات شعرية لبول شاوول، محمد بنطلحة، ميسون صقر، رشيد المومني، يوسف عبد العزيز، غسان زقطان، قاسم حداد وغيرهم. كما سيتم إحياء لحظة وفاء للمفكر المغربي الراحل المهدي المنجرة، وأخرى للناقد المغربي الراحل عبد الرحيم المودن، ويختتم البرنامج بأمسية شعرية فلسطينية يشارك فيها زهير أبو شايب، إيهاب بسيسو، جمانة مصطفى وعمر شبانة.

 

المصدر: السفير