أمير الأسرى الفلسطينيين يواجه السجان بـ7 مؤلفات مشاركة في معرض القاهرة للكتاب
مروة جمال مروة جمال

أمير الأسرى الفلسطينيين يواجه السجان بـ7 مؤلفات مشاركة في معرض القاهرة للكتاب

رغم عتمة السجن وقساوة السجان، تواجد الأسير الفلسطيني عبد الله البرغوثي، الذي ينفذ أحكاما سجن غير مسبوقة في السجون الإسرائيلية، عن طريق عدة أعمال أدبية، في معرض القاهرة الدولي للكتاب المقرر انتهاؤه غدا.

البرغوثي الملقب بـ”أمير الظل”، محكوم عليه بالمؤبد 67 مرة إضافة إلى 5 آلاف ومائتي عام، في قضايا متعلقة بمسؤوليته عن سلسة من الأعمال الاستشهادية ضد مستوطنين إسرائيليين في الفترة بين 2002 و2003، إبان توليه قيادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس″ في الضفة الغربية.

وخلال فاعليات معرض الكتاب الذي أنطلق قبل أسبوعين، شارك “أمير الظل”، وفق مراسلة وكالة الأناضول التي زارت المعرض، بـ7 مؤلفات هي: “مهندس على الطريق”، و”الماجدة.. ذكريات بلا حبر وورق”، و”المقصلة وجواسيس الشاباك الصهيوني”، و”الميزان .. جهاد الدعوة ودعوة المجاهدين”، و”بوصلة المقاومة”، و”فلسطين العاشقة والمعشوق”، و”المقدسي وشياطين الهيكل المزعوم”، وكأنه يواجه سجانه، ويقول له إنه قادر على توصيل رسالته رغم الأصفاد.
و”مهندس على الطريق” هي رواية خطها البرغوثي بعدما تلقى خطابا في محبسه الانفرادي من ابنته “تالا” لم يضم سوى سؤالين “من أنت؟ ولماذا أنت؟، فبدأ الأب في الإجابة بأسلوب أدبي تجلى في هذه الرواية.
إذ سرد البرغوثي تفاصيل قصة حياته كي يقص على صغيرته ملامح القضية التي عاش يناضل من أجلها ويقبع في السجن حاليا من أجلها أيضا. ولم تغفل الرواية تفاصيل “العمليات الاستشهادية” التي أشرف عليها قبل اعتقاله ومحاكمته.
أما في رواية “الماجدة.. ذكريات بلا حبر وورق”، يقسم الكاتب الأسير بمن رفع السماء وبسط الأرض أن هذه الرواية هي الشيء الوحيد الذي جعله يبكى عدة مرات، وأوضح أن الفتاة “بطلة الرواية” التي أسماها “ماجدة” أبكته المرة تلو المرة من شدة ما عانته ومن شدائد ما لقيته من مآسٍ ومصائب، رغم أنه هو من سطر قصتها.
ويتابع بأسلوبه الأدبي المميز: “من هناك من قبر العزل الانفرادي في غرفةٍ مظلمةٍ وجدرانٍ سوداء أخرجت لكم الرواية.. أخرجتها من صميم الحزن والألم أخرجتها لتكون صرخةً مدويةً ليعلم القاصي والداني أن فلسطين ما تزال في الأسر، وأن تحريرها واجبٌ علينا كلنا وأن الماجدة هي أمكم هي زوجتكم هي أختكم هي ابنتكم، إن الماجدة هي فلسطين”.
وتناقش الرواية بأسلوب بسيط قصة زوجة أحد الأسرى التي تناضل ضد المحتل الإسرائيلي بحثا عن الحياة بعزة في وطنها.
“أمير الظل” قال في مقدمة روايته الثالثة “المقصلة وجواسيس الشاباك الصهيوني” إنه بدأ في تأليفها ليلة استشهاد وزير الداخلية بغزة سعيد صيام (1959 –2009)، موضحا أن بعضاً مما جاء في الرواية واقع وحقيقة والكثير منه هو خيال وحلم حاول الأسير المزاوجة بينهما.
ويروي البرغوثي سبب مزاوجته بين الواقع والخيال في روايته قائلا: “زاوجت بين الإثنين معاً لأنني كنت عندما كتبت هذه الرواية أقبع في زنزانة العزل الانفرادي عشر سنوات، وما زال عقلي يحتفظ بأسرار المقاومة وأسرار القسام فلم يكن معقولاً أن أكشف أسرار المقاومة التي عجز الاحتلال عن انتزاعها من خلال التعذيب الذي مورس علي خلال 6 شهور رأيت خلالها الموت”.
ومضى قائلا: “لذلك خرجت الرواية بالصورة التي ترونها في مكان لم أكن به وهو قطاع غزة، ذلك القطاع الذي جعلت أحداث الرواية يدور به رغم أن قدماي لم تطأه، عذراً على صراحتي عذراً على شراسة بطل الرواية عذراً إن كانت رواية المقصلة قد أزعجتكم”.
وفي كتاب “الميزان.. جهاد الدعوة ودعوة المجاهدين”، يرى البرغوثي أن على حامل الدعوة التحلي بنفسية المجاهد في سبيل الله، ووضع عشر صفات لحامل لواء جهاد الدعوة أبرزها: العلم الشرعي، وسعة الاطلاع، الالتزام بأحكام الإسلام بوجه عام، وتطبيق ما يدعو الناس إليه، والإخلاص في القول والعمل، وأن يكون وثيق الصلة بمن يدعو لدعوتهم، وأن يكون ناصع السيرة والتاريخ.
وفي كتاب “بوصلة المقاومة”، ركز “أمير الظل” على فريضة الجهاد وأثرها على الشباب، ويطرح إجابات على تساؤلات حائرة مثل:ـ كيف يجب علينا أن نربي الشباب لينبتوا في منبت حق؟، ماذا على الشباب المجاهد أن يقدم لقضيته؟، كيف له أن يتصرف إذا ما وقع أسيراً في قبضة المحتل؟
وفي كتابه “فلسطين العاشقة والمعشوق”، يروي البرغوثي قصة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ مهدها، وبالرغم من تركيزه على معاناة الفلسطينيين تحت قبضة الاحتلال إلا أنه يدعو من خلاله إلى مقاومة المحتل وعدم اليأس والاستسلام.
أما في روايته “المقدسي وشياطين الهيكل المزعوم” فدوّن البرغوثي على غلافه اهداء جاء فيه: “اهدي كل حرف نطقت به أو كتبته إلى والدي غالب البرغوثي الذي علمني ألا اركع إلا لله، واهدي كل إنجاز وصلت إليه إلى امي الحبيبة التي ذرفت الدموع على فراقي بسبب أسري في سجون الاحتلال، واهدي هذه الرواية أيضا إلى زوجتي وأطفالي تالا واسامة وصفاء”.
ثم استهل روايته قائلا: “أكتب هذه الرواية وأكثر ما يقلقني هو نفاذ حبر قلمي؛ فأنا لا املك سوى قلم واحد لا يوجد بداخله سوى القليل من الحبر، فلقد منعت من قبل قوات الاحتلال الصهيوني من شراء قلم جديد.. لذلك لن اطيل في روايتي هذه حتى يبقى لدي قليلا من الحبر لأستطيع كتابة بضع كلمات لأمي وأبي الحبيبين ولزوجتي ولأطفالي ولكل من احبني وكتب لي”.
أنطلق معرض القاهرة للكتاب في 28 يناير/ كانون الثاني الماضي ويستمر حتى يوم غد الخميس.
ووفقا لأحدث دراسة إحصائية، قال مركز الأسرى للدراسات والأبحاث الفلسطيني (مستقل) إن 5 آلاف أسير فلسطيني يقبعون داخل السجون الإسرائيلية، من بينهم 476 أسيرًا صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة.

 

المصدر: رأي اليوم