يا فرح البؤساء
لم يتمكن الشاب الراحل ياسر ابراهيم السيطرة على مشاعره الجياشة بعد حصوله على أسطوانة الغاز، فأدت حالة السعادة الشديدة التي انتابته إلى هبوط حاد في وتيرة دورته الدموية، كما يبدو.
حاول الأهالي الذين كانوا بالقرب من ياسر مساعدته وتقديم الإسعافات الأولية له، لكن إحساسه بالفرح كان أقوى من ذلك، ليفارق الشاب الحياة عن عمر 25 عاما، مجسدا مقولة «الموت من الفرح «
بعد قراءة هذا الخبر لا يمكنك إلا أن تستعيد إلى ذهنك بعضاً من الأسئلة الفلسفية التي تتعلق بمعنى السعادة والموت والضرورات الأساسية للحياة وغيرها من القضايا التي قد لا تنتابك إلا في فترات حرجة من حياتك، لكنها أصبحت الآن تنتابنا جميعاً وعلى فترات متقاربة جداً، ربما تغدو يومية في أمد قريب جداً أو أنها غدت كذلك فعلاً.
إن دل ذلك على شيء فهو لا يدل حتماً على ارتفاع في الوعي أو الإنسانية أو ما شابه، لكنه يدل على أن هناك تهديداً يومياً مباشراً يتناول أساسيات الحياة لدى نسبة كبيرة من الناس، ويتمظهر ذلك في عدد من الاضطرابات النفسية والسلوكية أحياناً، وفي أحيان كثيرة بشكل وعي جمعي قادر على التحول باتجاه التغيير.
لا تحصل التغييرات الكبرى في التاريخ بسبب الظروف المريرة فحسب وشعور الناس بها، لكن الرغبة الحقيقية في التغيير تلك المترافقة مع الظروف الموضوعية، تشكل الأرضية الضرورية.
هل بت تسأل: ما هو الهدف من الحياة؟ ما هي أولوياتي في الحياة؟ لماذا أعيش هكذا؟ كيف يمكنني أن أتدفأ اليوم وغداً؟، إنها البداية فلست وحدك من تشعر بذلك، إنه شعب بأكمله بات يشعر بذلك.