موعد براكبين
لأنو هيدا الدكتور وصل لصيغة كتير نادرة إنسانياً، وأكيد بسبب ظروف سُوبّر قاهرة وإستثنائية وغير معهودة إستجدّت عحياتو، فما عاد قادر نتيجتها إلا يقابل كل مريض بيقصدو عالعيادة، أكتر من خمس لسبع دقايق، بيشملوا الفوتة والضهرة بين غرفة الإنتظار ومكتبو، فجيت انا أخدت موعد ونطرت دوري إسبوع.
بس إجى وقت الموعد، وبس إجى بعدو النطرة بالعيادة وسمعت إسمي وَرَد، وقفت وفِتِت ركض. قلّي تفضل، قعدت، فبادر بالسؤال الطبيعي: «شو كيف صرنا؟»... موعد مراجعة كان فوقفت وقلتلو:
«حكيم شو بدك كيف صرنا، بعدين نحنا مش تنين أرجوك، ولا مرة كنا تنين، وما تحط حالك معي، لأنو أنا أكتر من إنو مريض وعايزك، أنا شخص منرفز كتير، والأرجح غضبان إذا بدك!».
فجلَّس: «خير»؟ جاوبتو: «أنا عندي فكرة، أنا بدي تعطيني موعد لراكبين. يعني بصِير أنا، عندي معك بدال الخمسة، عشر دقايق عالقليلة، ومِنّو بتخف عندك العجقة وهالضغط المهول اللي بالعيادة وعالعيادة... رح يقِلّوا الركاب بس المدخول ما رح يتغير. يعني بدل 14 مريض بموعد عادي خليهن 7 مرضى براكبين، واعتبرهم لَمَا تضيّع السكرتيرة 7 مواعيد لمريض واحد براكبين، مريض ناوي جدياً وبعد هالعمر، شي مرة يستفيد!!! إيه والقرآن. لأنو حالياً وصراحة، بمحل واحد حتى ولو حد الشوفور ما مستفيد ولا عم بفهم شي».
■ ■ ■
كتبت مرة بجريدة «السفير» سنة 1998 جملة بتقول: «ما في مَثَل كذب إلا هيدا». اللي صار وقتها إنو كانت ردات الفعل مبهمة والأرجح ما إنفهم شو المقصود. هلق بسيطة منَّا هالجملة الفظيعة يعني أو التاريخية اللي حصل على أثرها، إجحاف بحقي ككاتب، عامل محلل و«ما انفهم ببلدو»!!! قطعت عسلامة، ومتل قِلِّتها. الحقيقة إنو أنا بالنسبة لمعظم الناس اللّي قراب منّي أو اشتغلوا معي، معروف إني شخص مش هلقد «ياي شو مهضوم». أنا سئيل معظم الوقت... أنا بحس حالي، وفيلسوف كمان، وبصير إتفزلك وإكتشف إكتشافات مِتِل هيدا هلق، تفضل: «ما في مَثَل كذب إلا هيدا» طيب معليش إنو الجملة الأساسية بتقول: «ما في مَثَل كذب» وقمت انا زدتلها: «إلا هيدا» ما هيدا «مَثَل كمان»، هَهْ! وأكيد في ناس مش منتبهين، وبعتقد من هون بلّشت معي أنا. هيدا مَثَل عم يحكي عن مجموع الأمثال الباقية ليأكد إنها مزبوطة، إيه شو بصير إذا هو وحدو كذب؟ ولا شي خاصة بس تعرف إنو كل الباقيين مزبوطين، مِتِل بعضها هو صار، سفسطة هاي بقلولها أمّا شو بدي فيها أنا؟ هون الموضوع. هلق في ناس فهمت إنو كل الأمثال الشعبية كذب... حقّها بس معقول شي تجمّع ورِسِخ وأَخَد شكل وانصاغ بجملة نهائية مِتِل: «المُصلح إلو تلتين القتلة» أو «مين ما أخد إمي صار عمّي» أو «كثرة النزالة بتعمي الدجاج»؟ معقولة يكونو كذب؟ حدا بكذّب مجموع المُؤَلَف من ناس + زمن + جغرافيا ومفرطعين «منتشرين» واصلين كل واحد من محلّو لنفس النتيجة عملوها بالنهاية مَثَل، يكون هالمَثَل كذب؟ في هيدا المَثَل بس إللي انا عدلتو ونشرتو بالجريدة كمان ولشو ما بعرف هو الوحيد الكذب. فما تواخذونا على عوارض السآلة حتى ولو بعد 16 سنة.