صاحب الجلالة عارياً

صاحب الجلالة عارياً

كل ما ما هو قائم على مملكة الأرض يتزعزع، يضطرب، آيل إلى السقوط، طالما أنه لا يستجيب لحاجات البشر الحقيقية، قد يطيل عمره ردحاً من الزمن، قد تكون لدية القدرة على المناورة والتكيّف، قد «يخيف» ويرعب بما لديه من توحش وسادية، قد.. وقد .. وقد.. 

ولكن اللحظة التاريخية الراهنة حبلى بجديد ما، فليست المرة الأولى في التاريخ التي تعم فيها هذه الفوضى بقاع الأرض، ليست المرة الأولى تُنزف فيها كل هذه الدماء، ليست المرة الأولى التي يتم العبث بالخرائط، ولكن قطار التاريخ لم يتوقف، ومن يريد أن يأخذ مقعداً في هذا القطار، عليه أن يعرف القاسم المشترك بين حالات تناوب هذا الزلزال على المستوى العالمي، وماذا تمخض عنه في كل مرة؟!

تفلس مصارفهم، نحن ندفع الثمن.. تتراجع قوة عملاتهم، نحن ندفع الثمن، يختلفون على تقاسم الحصص، نحن ندفع الثمن، تقل أرباحهم، نحن ندفع الثمن، يعكّرون المياه ويصطادون فيها، هم من يقرؤون تاريخنا فنحن أميون وجهلة، هم يرسمون مستقبلنا وخرائطنا، فنحن قُصّر، وبدائيون، وبحاجة إلى أوصياء؟!!

عقدان ونصف من الزمن، وهم يحاولون فرض نموذج– عالمهم الحر-.. «لبْرَلوا» كل الكون أرضاً وسماءً وبحاراً، من خمّ دجاجٍ في قرية نائية منسية، إلى زحل والمشتري، أنهم «حراس الجنة»، أقمارهم الصناعية تحصي حتى أنفاس «الإرهابيين»- ولكنها لا تقضي عليهم..! ومع كل إشراقة شمس ثمة إرهاب باسم جديد، حرب جديدة، ووباء جديد، وكارثة جديدة، يا له من عالم حر؟!!

السؤال، والبحث عن نموذج بديل عن كل هذا أصبح متداولاً على ألسنة الناس  كل الناس، وفي جهات الأرض الأربع، حتى عند من تبقى لديه شيء من العقل ولم يتلوث ضميره في مراكز أبحاثهم نفسها، ناهيك عمن يهجّر ويشرّد ويدمّر بيته وتستباح بلاده.. 

إنه زمن «جنوداً لم تروها» زمن الإطاحة بـ«الفوبيا» المصنعة بقوة الدجل الإعلامي، زمن «سقوط ما تبقى من الأقنعة» زمن «صاحب الجلالة» عارياً، وإن كان حوله ما حوله من الجند والحرس، وله ما له من إعلام وطواحين كلام، ولديه من الأتباع والمريدين والأبواق في الحكومات والأحزاب والطوائف والأعراق والقبائل، إنه زمن التغيير وتلبية ضرورات الواقع الموضوعي الذي يعزف سيمفونيته رغم صخب الحروب.