بيان الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير حول «مبادرة الاستسلام العربية» - لا لتحويل القضية المركزية للشعوب العربية إلى «سمسرة عقارية»
تستمر ما تعرف بالجامعة العربية بممارسة دورها كمحصلة للنظام الرسمي العربي المفلس واللاهث دوماً بكل قراراته لاسترضاء الولايات المتحدة، وعدم إزعاج «الكيان الإسرائيلي»، ذراعها الضارب في منطقتنا. ومع استمرار الغرب الصهيوني الساعي إلى تدمير سورية عبر إذكائه للعنف ووقوفه بوجه الحل السياسي، جاءت ما سميت بالمباردة العربية الجديدة للسلام، لتؤكد على نهج التخاذل والعمالة الذي باتت تجاهر به الأنظمة الرسمية العربية بالزعامة العابرة من بعض دول الخليج.
إن المبادرة المذكورة التي تتحدث عن تنازل عن أراض فلسطينية محتلة، مقابل تخلي الكيان عن أراض فلسطينية محتلة أخرى فيما يعرف زوراً وبهتاناً بدولة «إسرائيل»، تسعى إلى تحويل القضية الفلسطينية، القضية المركزية الجامعة للشعوب العربية، من صراع تاريخي بين معتد «إسرائيلي» إمبريالي صهيوني وشعوب المنطقة إلى «مشكلة عقارية» لا أكثر، على أن يكون ثمن هذه «السمسرة» تثبيت «قواديها» في كراسيهم بمباركة الأمريكي والصهيوني .
إن «المباردة» الجديدة هي أكثر سوءاً من «مباردة السلام» التي صاغتها أنظمة دول الاعتلال العربي في عام 2002 ، لتلقى هي الأخرى الترحيب من الدوائر الغربية والأمريكية بما يؤكد بوضوح أن هذا النهج الاستسلامي هو ما يرضي الأعداء. إن هذه المباردة اليوم تزيد في المجاهرة بالعمالة وتفضح المحاولات الحالية للقوى الإقليمية الساعية لتصفية القضية الفلسطينية في ظل تعقيدات المرحلة، التي يسعى خلالها الغرب الاستعماري لترتيب خارطة منطقتنا بما يخفف من آثار التراجع الأمريكي الحاد في ضوء أزمته المستفلحة.
إن الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير التي أكدت دوماً على دور سورية المقاوم وعلى ضرورة تجذير هذا الدور لأجل تحرير الأراضي المحتلة، تدين وتستنكر هذه المبادرة، وترى أن على السوريين العمل على الخروج السريع والآمن من أزمتهم الآن، وليس غداً، وذلك لأجل استعادة دورهم في التصدي لمحاولات تصفية القضايا الكبرى في منطقتنا وقطع الطريق على المخطط الأمريكي تجاهها، بمختلف مراحله.
دمشق 4/5/2013