تغيرات في قطاع الطاقة الأمريكي تكساس نموذج من معقل النفط إلى الطاقة البديلة
البنية التحتية المعمّرة هي ظاهرة أصبحت حديث الساعة في الولايات المتحدة، حيث صنّفت الجمعية الأمريكية للهندسة المدنية البنى التحتية للولايات المتحدة بالمستوى الثالث، كما يزعم اقتصاديون أمريكيون أن الأثر الأكبر هو على قطاع النفط والغاز الذي سيبدو أنه سيحصل على تريليون ليُغير بنيته.
في كل عام تسبب العوامل الجوية الحادة- مثل: العاصفة الأخيرة التي ضربت تكساس- اضطرابات في توزيع الطاقة عبر الولايات المتحدة، وذلك بسبب «شيخوخة» البنية التحتية لقطاع الكهرباء. وهذا يعود إلى اتباع سياسة انتظار حلول الكارثة وانهيار وحدات الطاقة كي يتم ترميم المنظومة، أو تبديل أجزاء منها، عوضاً عن عملية الاستثمار الهيكلية المستمرة المطلوبة وفق رأي موقع oilprice الأمريكية.
خسارة 1,2 مليون برميل يومياً من عاصفة تكساس
التقديرات حول أثر عاصفة تكساس تظهر الآن، ويبدو أن أثرها على قطاع الطاقة الأمريكية قارب أثر جائحة كورونا في أيار 2020، وخسارة أكثر من 1,2 مليون برميل يومياً عوضاً عن التقديرات السابقة التي كانت تتوقع 800 ألف برميل. وولاية تكساس ساهمت بمعظم هذا التراجع، ونسبة 70% منه.
في شهر شباط، وأثناء العاصفة أُغلقت الشبكة الكهربائية، وتوقفت المصافي عن الإنتاج، الأمر الذي أدى إلى تجمّد الأنابيب في الولاية النفطية وعدم توفر إمدادات الطاقة للتدفئة والمياه للعديد من المنازل في جميع أنحاء تكساس، واستمرت هذه الحال لمدة أسبوع في البلد الأغنى في العالم. شركات، مثل: إكسون موبايل تعرضت لخسائر تقارب 800 مليون دولار جرّاء العاصفة، وكذلك غيرها من الشركات العاملة في الولاية. ولكن لهذه الشركات اتجاهات أخرى مع التبدلات الكبرى التي تجري في قطاع الطاقة الأمريكي.
تكساس تتحول نحو الطاقة البديلة مؤشر هام
ولاية تكساس هي ثاني أغنى ولاية في الولايات المتحدة، وأهم الولايات النفطية، وتتجلى فيها اليوم التحولات وإعادة الهيكلة في قطاع الطاقة الأمريكي، حيث تتحول إلى الرائد الأول في طاقة الرياح، لتنتج في 2020: 28% من طاقة الرياح في الولايات المتحدة، وهي تتقارب بسرعة مع كاليفورنيا في تركيب الطاقة الشمسية، حيث ستضيف الولاية 10 غيغا واط من الطاقة البديلة مقابل كاليفورنيا التي ستضيف 3,2 غيغا واط...
تكساس تسابق كاليفورنيا في مجال الطاقة البديلة، وكاليفورنا الولاية الأمريكية الأغنى هي إحدى أهم مراكز العالم في تركيب وإنتاج الطاقة البديلة، ومعقل من معاقل التكنولوجيا، وسياسياً معقل من معاقل الديمقراطيين.
بينما تكساس الولاية التي كانت تعتبر تاريخياً جمهورية وتتأرجح اليوم نحو الديمقراطيين، لا تتغير سياسياً فقط بل اقتصادياً، فهي المنتج الأمريكي الأكبر للنفط الخام بنسبة 46% من نفط أمريكا، وتتمركز فيها نسبة 31% من طاقة التكرير حتى عام 2020، وبالمجمل، فإن تكساس تزود الولايات المتحدة بنصف الطاقة الأحفورية المستهلكة، وهي اليوم تُغير بنيتها الطاقية، وتتكيف مع برنامج بايدن الجديد نحو الطاقة البديلة، وستحصل قواها الأساسية على مقابل استثماري هام.
إنّ تواكب الأزمات المتتالية: أزمة النفط في عام 2020، ومن ثم الوباء، وبعدها العاصفة، وتأثيرات التوقف الطويل في هذا العام... مع التوجهات الأمريكية نحو الطاقة البديلة، تتجلى بوضوح في التغيرات الكبرى التي تجري في الولاية. وشركات كبرى، مثل: إكسون موبايل وشيل تجري تغيرات في بنيتها الاستثمارية تهيؤاً لمرحلة قادمة من إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة، وانطلاقاً من تكساس، حيث يبدو أن هذه الشركات ستكون لها حصة الأسد من استثمارات البنية التحتية للطاقة البديلة التي يقدّر أن تستهلك 1,2 تريليون دولار من حزمة التريليوني دولار التي ستموّل البنى التحتية الأمريكية، وفق خطة إدارة بايدن المزعومة لـ 8 سنوات قادمة.
الخطة التي تستهدف مواجهة أزمة الوباء، وزيادة التشغيل، وتأهيل البنى التحتية الأمريكية وفق الإدارة الجديدة، سيكون لها دور حاسم في إعادة هيكلة الصناعات والقطاعات والثروة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ستجد الولايات الأغنى، مثل: كاليفورنيا وتكساس ما يكفي من الاستثمار لتبقى شركاتها الأساسية القوى القادرة على التكيف مع أية تغيرات كبرى.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1019