الأسرة السورية تحتاج أكثر من 400 دولار.. لتكون فقيرة فقط!
تقديرات جديدة لحجم الفقر السوري تضع السوريين في الموقع رقم واحد عالمياً لأعلى نسبة من السكان تحت خط الفقر، وهذه النسب ليست جديدة، فالأمم المتحدة تكرر أن ما يفوق 80% من السوريين فقراء منذ عام 2017 تقريباً... آخذة بعين الاعتبار المفهوم الكمي للفقر.
التقديرات الدولية للفقر عالمياً تقول إن كلَّ فرد يحصل على أقل من 1,9 دولار يومياً يصنّف تحت خط الفقر العالمي، وهو غير قادر وسطياً على تأمين حاجاته الأساسية للاستمرار، تلك الحاجات التي يعني تأمينها تجاوز الحرمان المادي الفعلي، وأن تكون قادراً على تأمين الغذاء المناسب، السكن والمأوى، التعليم لأطفالك، الصحة لعائلتك، واللباس...
إن تغطية هذه الحاجات الأساسية تحتاج وفق التقدير الدولي إلى 1,9 دولار لكل فرد يومياً، وحوالي 285 دولاراً شهرياً ما يعادل اليوم: 200 ألف ليرة تقريباً بعد أن ثبتت الحكومة سعر الدولار عند 700 ليرة... ولكن هل تكفي 200 ألف ليرة بالشهر لتغطية الحاجات الخمس المذكورة لأسرة في سورية اليوم؟!
إن وقائع التكاليف اليومية في سورية تشير إلى أنَّ تكاليف الغذاء والسكن والتعليم والصحة واللباس لأسرة سورية في دمشق تتطلب: 290 ألف ليرة تقريباً، وهو ما يعني أن حد الفقر السوري اليوم يقارب: 415 دولار شهرياً، وبالمقياس اليومي للفرد: 2,7 دولار يوميا. وأعلى من خط الفقر العالمي بنسبة: 142%.
وبالمقابل، فإن الحد الأدنى للأجر الذي يفترض أن يُعيل أسرة، لا يتعدى 68 دولار شهرياً وهذا بعد ارتفاع الحد الأدنى إلى 48 ألف ليرة شهرياً، وارتفاع سعر الدولار إلى 700 ليرة بالحدود الدنيا.
ورغم أنَّ الفقر لا يقاس فقط بالمقاييس الكمِّية، إلا أنه حتى بالمقاييس الكمية فإن الفقر السوري استثنائي، ويجب أن تمتلك ما يعادل 1,4 ضعف ما يملكه فقراء العالم لتتربع على خط الفقر العالمي...
أما بالمقاييس الأخرى للفقر ووجوه متعددة الأبعاد للحرمان، فإنه ما من مقياس كمي للحرمان اليوم في سورية: حرمان الدفء والطاقة، حرمان الغذاء الصحي، حرمان الحق بالتعويض عن المسكن المدمر، حرمان الحق برؤية أبنائك، حرمان الأبناء من أفق المستقبل، حرمان الأطفال من غذاء وتعليم مقبول... والكثير الكثير من اللامساواة الصارخة، مقابل الحرمان من الصراخ.
بهذه المقاييس فإن كل السوريين فقراء، وليس 80% منهم فقط.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 954