مليون ونصف دولار: أرباح (رمضانية)!
نقلة نوعية في برامج المسابقات والألعاب على شاشة التلفزيون الرسمي... المنتجون والرعاة أغدقوا على المتفرجين بمستوى جديد من الهدايا في البرامج التلفزيونية السورية، وكردة فعل طبيعية بدأ السوريون يقدرون الأرباح التي يمكن أن تتدفق على هؤلاء مقابل (كرمهم في شهر الخير)!
قاسيون، تجري تقديراً للربح المتوقع من أحد برامج المسابقات الذي يستقطب متابعة السوريين، و(يبلف) الكثير منهم.
هدايا بـ 250 مليون ليرة
250 مليون ليرة هي مجمل الهدايا والمبالغ التي سيتم توزيعها على المشاركين في البرنامج الرمضاني، وهذه الهدايا طبعاً يقدمها الرعاة من شركات وأعمال متنوعة، مقابل جزءٍ من الدعاية، بينما جزء آخر من الدعاية سيكون بطبيعة الحال مأجوراً، أي: تدفع مقابله المنشآت والشركات الراغبة بعرض منتجاتها في وقت البرنامج.
وللتبسيط سنفترض بأن تكاليف الهدايا وأجور الدعاية تستطيع أن تسد تكاليف البرنامج: من حصة التلفزيون الذي يقدم استديو وربما معدات، إلى كلفة الإنفاق على التجهيزات التي يتضح أنها ليست ضمن مقدرات ومعدات التلفزيون السوري، وصولاً إلى أجور العاملين على البرنامج. أي: نفترض أن التكاليف بمجملها تغطيها الدعاية والرعاة.
الإيراد من رسالة الـ 75 ليرة
الإيرادات الأساسية التي يحصل عليها منتجو البرنامج، هي من الرسائل التي يرسلها المتابعون عبر شركات الاتصالات، أي: أن شركات الاتصالات بطبيعة الحال، هي شريك أساسي في الربح.
ويتبع البرنامج آلية لتحفيز المتابعين، حيث كلما أرسلت رسائل أكثر... كلما زادت فرصة الاتصال بك، لتربح ربحاً مضموناً.
ونستطيع أن نضع افتراضاً أولياً لوسطي عدد الرسائل اليومية، وهو المتزايد بطبيعة الحال، مع سياسة التسويق القائمة على (تكبير الهدايا) مع التقدم في أيام الشهر الفضيل. ولنقل أن هذا الوسطي يقارب: 250-300 ألف رسالة في اليوم.
وهو ما يعني أن الأرباح الشهرية من الرسائل قد تقارب خلال شهر: 560- 675 مليون ليرة. أي: ربح بمقدار: 224%- 270% من التكلفة. وحوالي 1,5 مليون دولار ربح خلال شهر!
الضريبة 100 مليون ليرة!
تتوزع هذه الأرباح بطبيعة الحال بين المنتج، والمقدم، وبين شركة الاتصالات، بنسب من الصعب تحديدها في هذا النوع من (البيزنيس).
وإن كان هناك ما سيقتطع من هذه الأرباح، فهي عملياً ضريبة دخل الأرباح، والتي سنفترضها وفق حد وسطي لضرائب الأرباح بين 11-20% أي: حوالي: 15,5% ما يعني أن الضريبة إن اقتطعت على هذا النوع من الأعمال، ستبلغ قرابة 100 مليون ليرة.
قد تكون هذه الأرقام تقريبية، وقد تكون (طبيعية) بالقياس إلى أرباح المسابقات من هذا النوع، ولكن جدتها على التلفزيونات الرسمية، وعلى المتابع السوري، تحفّز طرح السؤال حول أرباح من هذا النوع: ما مدى مشروعية هذه الأرباح السهلة والآتية من تحريض البسطاء (للمقامرة) بهدف الربح؟