أين نتائج النصف مليون ليتر يومياً؟
خليل الأسمر خليل الأسمر

أين نتائج النصف مليون ليتر يومياً؟

كثرت التصريحات مؤخراً عن توزيع المشتقات النفطية وخاصة مازوت التدفئة على المواطنين، في مقابل استمرار شكاوى هؤلاء حول عدم استلام مخصصاتهم من الكميات حسب ما هو مفترض.

لقد تداولت وسائل الإعلام بتاريخ 22/10/2017، أن وزير النفط والثروة المعدنية وافق على زيادة كميات مازوت التدفئة الموزعة على المحافظات كلها بمقدار نصف مليون ليتر إضافية يومياً، بالتنسيق مع لجان المحروقات في كل محافظة، داعياً إلى البدء بإطلاق حملات توزيع إضافية داعمة، ومن خارج الخطة بدءاً من ريف دمشق، من أجل دعم قوائم التوزيع وتسريع العملية.
وصرح وزير النفط إن: ٥٨٦ ألف أسرة سورية تم توزيع مادة مازوت التدفئة عليها وأصبحت الكمية المخصصة للتوزيع بغرض التدفئة يومياً ٢.٦ مليون لتر.
مدير فرع حمص للمحروقات قال بتاريخ 1/11/2017: إن «أكثر من مليون و800 ألف ليتر مازوت تم توزيعها خلال شهر آب الماضي، وأكثر من مليونين و766 ألف ليتر خلال شهر أيلول، وقرابة الأربعة ملايين ليتر خلال شهر تشرين الحالي، حيث نفذنا 70 بالمئة من الخطة، ولا خوف من فقدان المادة لهذا العام».
ومحافظ ريف دمشق، بتاريخ 1/11/2017 وعد بتأمين ٤٠٠ ليتر مازوت لكل عائلة في مدينة النبك بريف دمشق قبل حلول الشتاء.

تباين في عمليات التوزيع
في المقابل، إن الكثير من المواطنين ما زالوا يشتكون من عدم استلامهم للكميات المخصصة لهم افتراضاً، أو من نقص هذه الكمية وعدم كفايتها.
في دمشق تم اعتماد توزيع 200 ليتر، وما زالت عمليات التسليم مستمرة ولم تكتمل على مستوى الدفعة الأولى، بانتظار استكمال الكمية عند الدفعة الثانية حسب المعلن.
أما في ريف دمشق فقد كان هناك تباينٌ في آليات التوزيع، كما في الكميات المسلمة، ففي جرمانا هناك الكثير ممن لم يستلم بعد، فيما استلم البعض كمية 100 ليتر فقط، كذلك هي الحال في مدينة التل ودير عطية، أما في الهامة وقدسيا فقد كانت الكمية المسلمة 40 ليتر فقط، وفي القطيفة كانت الكمية 50 ليتر، في مقابل غياب التوزيع أو انخفاضه في عرطوز ويبرود وغيرها الكثير من المناطق في ريف دمشق القريب والبعيد.
وفي بقية المحافظات بمدنها وقراها وبلداتها فالحال ليست بأفضل من الريف الدمشقي القريب والبعيد، فالتباين واضح في الكميات المسلمة في كل مدينة وبلدة، كما في عدم اكتمال التوزيع.
والنتيجة، إن نسبة كبيرة من المواطنين سيعانون من مغبات البرد في هذا الموسم الشتوي، كما غيره من مواسم الشتاء السابقة، بحثاً عن البدائل في السوق السوداء، والمتحكمين فيها من السماسرة والفاسدين، على حساب صحتهم ومعيشتهم، على الرغم من التصريحات كلها التي قالت: إن هذا الشتاء سيكون أخف عبئاً عليهم!.

أسئلة مشروعة
والسؤال الهام على ألسنة المواطنين، على طول الجغرافية السورية: متى سيتم استكمال تنفيذ الدفعة الأولى من مادة مازوت التدفئة؟ فبرد الشتاء قد دخل البيوت دون استئذان كعادته، ولم يجد ما يردعه أو يخفف من آثاره!
ولماذا هذا التباين في آليات التوزيع بين منطقة وأخرى وبين مدينة وأخرى، وخاصة ناحية الكميات المسلمة؟.
والسؤال الأهم على ألسنة من سمعوا تصريحات وزير النفط حول زيادة كميات مازوت التدفئة الموزعة على المحافظات كلها يومياً بمقدار نصف مليون ليتر هو: أين هذه المخصصات اليومية ولماذا لم تنعكس إيجاباً على آليات التوزيع المعتمدة حتى الآن؟.

معلومات إضافية

العدد رقم:
835