2016-2017 نصف عام مضطرب وآخر مستقر.؟
خلال نصف العام الماضي ارتفعت تكاليف المعيشة بين شهري 1 و6 من عام 2016 بنسبة 46%، بينما ارتفعت تكاليف المعيشة بين الشهر الأول والشهر السادس من العام الحالي بنسبة 4.7% فقط، وبين العام الماضي والفترة ذاتها من العام الحالي تغير كبير، فالأسعار في العام الحالي مستقرة نسبياً، بالقياس إلى العام الماضي حيث ارتفعت تكاليف المعيشة على الأسر بمقدار النصف تقريباً خلال فترة تقارب ستة أشهر.
إن عدم الاستقرار في العام الماضي يرتبط بالدرجة الأولى (بالخضة) التي طالت أسعار الكهرباء في بداية العام، عندما ارتفعت على الشرائح كلها كان أدناها للاستهلاك المنزلي بنسبة ارتفاع 300%، وأعلاها لمنشآت القطاع العام الصناعي، بنسبة ارتفاع 943%، وما ارتبط بها من تراجع كبير وسريع في قيمة الليرة، وتقلبات كبرى في أسعار صرف الدولار، بموجة مضاربة رفعت سعر صرف الدولار في السوق إلى 600 ليرة مقابل الدولار، لتعود الحكومة وترفع أسعار الوقود في الشهر السادس من عام 2016 بنسبة وسطية 37%.
ورغم أن العام الحالي 2017 قد بدأ شتاؤه بأزمة طاقة، إلا أن عدم رفع أسعارها على جميع مستويات الاستهلاك، واستقرار تدفقها لاحقاً، لم يؤدِّ إلى ارتفاعات كبيرة في الأسعار، ولكن المؤشر الأهم في هذا العام هو: توقف سياسة دعم المضاربة، المتمثلة بالضخ الواسع للقطع الأجنبي من المصرف المركزي للسوق مع كل موجة ارتفاع الطلب على الدولار، يضاف إلى هذا زيادة تكيّف المنتجين مع ظروف الأزمة واستقرار نسبي في بعض مناطق الإنتاج.
فالدولار بسعر النشرات الرسمي لمصرف سورية المركزي انتقل من 316 ليرة مقابل الدولار في بداية 2016، ليصل إلى 470 ليرة مقابل الدولار في نهاية حزيران، بارتفاع 49% تقريباً.
بالمقابل في عام 2017 فإن السعر في النشرات الرسمية قد سجل في بداية عام 2017: 500 ليرة مقابل الدولار بحده الأقصى، وبقي في نشرة نهاية شهر حزيران في حدود 517 ليرة مقابل الدولار، أي: بارتفاع لم يتجاوز نسبة: 3.4%، بينما أتت ارتفاعات أسعار غرام الذهب أعلى من ارتفاعات الدولار ليرتفع سعر الغرام من 17 ألف ليرة بداية العام إلى 18500 ليرة حالياً للعيار 21، بنسبة ارتفاع 9% تقريباً. بينما ارتفعت أسعار الذهب خلال الفترة ذاتها من العام الماضي 2016 بنسبة 57% من قرابة 11800 ليرة للغرام في بداية 2016، وصولاً إلى 18600 ليرة للغرام في نهاية شهر 6-2016.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 817
