(حقائق قذرة) تحت شعارات البنك الدولي البيئية!

(حقائق قذرة) تحت شعارات البنك الدولي البيئية!

عادت إلى الأضواء مجدداً، الآثارُ السلبية على التنمية التي تسببها مؤسسة التمويل الدولية (IFC) - وهي مؤسسة خاصة تشكل ذراعاً للبنك الدولي- عبر استثماراتها في الوساطة المالية (FLs). في تقرير نشرته منظمة (التنمية الشاملة العالمية IDI) –وهي منظمة غير حكومية، مقرها الولايات المتحدة الأمريكية- في شهر تشرين الأول من العام الماضي، قدمت دليلاً على أنّ «المؤسسات المالية المدعومة من IFC قد موَّلت، منذ إعلان البنك الدولي حظر الفحم عام 2013 وحتى تاريخه، ما لا يقل عن 41 مشروعاً جديداً لاستخراج الفحم». وبينما ادّعت IFC أنّ مخاوف منظمات المجتمع المدني قد عولجت إلى حد بعيد، من خلال تجاوبها مع وقف تمويل المشاريع الكبرى، التي رأت تلك المنظمات أنها ضارة، فإنّ التقرير يكشف أنها لا تزال تمول مشاريع عالية الضرر. 

 

* Bretton Woods Project 

أبرز التقرير تورط IFC في محطة ماهان في الهند، حيث قدمت ملايين الدولارات لتمويل بنكين هما: IDFC وICICI، وهذان البنكان هما «لاعبان رئيسيان في البنية التحتية في الهند والقطاعات الصناعية». وأشار التقرير إلى أنه: «بالمجموع، فقد قدم هذان البنكان ما يقرب من 1.9 مليار دولار لتمويل بناء محطة فحم ماهان». كما كشف التقرير أن «دعم مؤسسة التمويل الدولية لهذا المشروع لم ينته عند هذا الحد»، فقد شمل أيضاً تطوير منجم مجاور لهذه المحطة، المنجم الذي أعربت منظمة Greenpeace أن وجوده سيؤدي إلى «تهجير 50 ألفاً من السكان، الذين يعيشون في الغابات أو يعتمدون عليها في معيشتهم، أو الإضرار بهم إنْ هم بقوا».

كما أورد التقرير تفاصيل تورط IFC في محطة رامبال في بنغلاديش، التي وصفها بأنها «واحدة من محطات الفحم الأكثر تدميراً للبيئة في العالم»؛ فهي تقع قريباً جداً من أكبر غابات المانغروف في العالم، والتي تدعم حياة مليوني شخص في الهند وبنغلاديش، وهي مصنفة كأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، وتضم العديد من الأنواع المهددة بالانقراض. وأكد التقرير أن «البنك الدولي كان على وشك التورط بتمويل رامبال، ولكنه عاد فرفض ذلك، وكذلك الأمر مع ثلاثة بنوك فرنسية». في نيسان 2016، وضع صندوق الثروة السيادية النرويجي، الشركة المكلفة بناء المحطة، National Thermal Power Corporation، على قائمته للمستبعدين من التعامل، وأكد التقرير أنه في حين «نأت هذه المؤسسات بنفسها عن المشروع، فقد قدمت ستة بنوك تجارية تمولها IFC مليارات الدولارات للشركة المكلفة ببناء المحطة»، مشيراً إلى أنه «بين عامي 2005 و2014، قدمت IFC 520 مليون دولار لتمويل البنوك الستة». وآخذاً بعين الاعتبار، أثر مشاركة IFC في هذه المشاريع وغيرها من المشاريع المماثلة، فقد أكد التقرير أن «هذه المشاريع قد أهلكت غابات العالم. محطات الفحم، والمناجم التي تغذيها، هي السبب الرئيسي لزوال الغابات على مستوى العالم، الأمر الذي يساهم في تغيّر المناخ».

ما وراء الدخان؟

إنّ مشاركة IFC في مجال توليد الطاقة من الفحم، يشكل تناقضاً صارخاً مع الموقف المعلن للبنك الدولي والمبين في وثيقته حول «اتجاهات قطاعات الطاقة 2013»، التي تنص على أن «مجموعة البنك الدولي، لن تقدم الدعم المالي لمشاريع جديدة لتوليد الطاقة من الفحم إلا في حالات نادرة». وقد كرر جيم يونغ كيم رئيس البنك الدولي، الموقف نفسه في تشرين الثاني 2016 خلال احتفال بدء تنفيذ اتفاقية باريس، لتغير المناخ، وشدد على أنه «إذا لم تُتخذ إجراءات واسعة النطاق للحد من التغير المناخي، فإنّ أكثر من 100 مليون نسمة قد ينحدرون إلى الفقر المدقع، بحلول عام 2030»، وأضاف: «علينا أن نصرف اهتماماً خاصاً على آسيا، حيث ينمو الطلب على الطاقة، وحيث تستمر بعض الدول بالنظر إلى الفحم باعتباره حلاً».

يشكل تقرير IDI هذا، جزءاً واحداً ضمن سلسلة من أربعة أجزاء عنوانها: (التنمية عبر مصادر خارجية) (Outsourcing Development). وتكشف السلسلة عن عمليات الإقراض التي يقوم بها البنك الدولي عبر وسطاء ماليين وعبر IFC خاصةً، وأثرها السلبي على التنمية. وخلال تحريات استمرت أشهراً، قامت IDI بتتبع أعمال واستثمارات IFC التي تجريها عبر وسطاء ماليين، ووصلت إلى نتيجة أنّ هذه المؤسسة (IFC) تمول 121 مشروعاً ضاراً بالبيئة حول العالم. ويمكن القول تالياً، إنّ البنك الدولي نفسه، ورغم تصريحاته المتكررة المتعلقة بالحفاظ على البيئة، فإنّه يمول هذه المشاريع ويدعمها.

 

* تعرف Bretton Woods Project نفسها بأنها: «مجموعة بحثية تتوخى نظاماً اقتصادياً عالمياً، يعمل وفقاً لمبادئ العدالة، المساواة، حقوق الإنسان والاستدامة البيئية». نُشرت المقالة الأصلية يوم 31/1/2017 على موقع المجموعة

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
798