كل الطرق تؤدي إلى الطاحون

والطاحون هنا ليس الرمز الإيجابي الذي يطحن القمح ليصنع الخبز غذاءً أساسياً للجياع بل على العكس تماماً هو ما يطحن الإنسان ولا يُبقي منه شيئاً لأنه هكذا ببساطة يؤمن استمراره.. هذه الطاحون هي الدول الرأسمالية الكبرى وعلى رأسها الإمبريالية الأمريكية، وإذا كان هذا الأمر واقعاً فيجب مجابهته والوقوف عنده، فإنه ليس طموحاً لدى الشعوب! فشعوب العالم الثالث، وعلى طريقتها الخاصة تحفر طريقها بشكل يوصل إلى الطاحون فنقرأ يومياً في الجرائد الرسمية وغير الرسمية الكثير من الأخبار عن شركات عامة تفلس، كالخبر الذي يقول: أن معمل نسيج اللاذقية يطلب قرضاً بـ 75 مليون ليرة سورية، في ا لوقت الذي تبلغ قيمة مخازينه 861 مليون ليرة سورية، الأمر الذي جعل فرع المصرف الصناعي في اللاذقية يرفض منح القرض.

أو كالخبر الذي يتحدث عن المشكلات التي تعانيها جامعة تشرين كانقطاع مكاتب الجامعة عن العالم الخارجي هاتفياً ومنذ سنة ونصف وكمشفى تشرين الجامعي الذي لم يوضع حتى اليوم في الخدمة وكوجود الكثير من الكليات مثل كلية التربية والرياضة قابعة في مكان بعيد عن الحرم الجامعي وفي أبنية لا تناسبها ولا تفي بالغرض.
وكل هذا «الغسيل الوسخ» لم يتم الحديث عنه بهدف إصلاحه وتطبيق مقولة النقد الذاتي بل إن الحلول دائماً تأتي مستوردة تتجلى غالباً في فتح الباب للاستثمارات الأجنبية، كما كانت الحال في مسألة الجامعات الخاصة مع أنه اليوم وبعد ضربة الولايات المتحدة الأمريكية فإن الأبواب قد أغلقت بوجه الطلاب العرب الذين كانوا راغبين بالدراسة في الغرب كما أعيد الكثير منهم بتهمة أنهم (عرب) وضمن مفهوم العرض والطلب فإنه مع هذه الأحداث يتزايد الطلب على التعليم مع عدم وجود جميع الاختصاصات أو وجود شرط الدرجات المتحققة في البكلوريا وهنا فإن أي عرض جديد سيقدم سيمتصه السوق خاصة بعد كل مساوئ ما هو قائم ولكننا وكالعادة سنستدعي الاستثمارات الأجنبية لكي تقوم بالاستثمار في كل المجالات وفي التعليم بشكل خاص وتحول أرباحها للخارج لتستخدمها من جديد في استغلالنا وبذلك نكون قد رسمنا بنفسنا الطريق المؤدية لتلك الطاحون!

معلومات إضافية

العدد رقم:
162